بعض المحللين تعجبوا من الفيتو الأمريكي ضد وقف إطلاق النار في غزة.
وتساءلت بعض وسائل الإعلام :
هل من جديد؟
وأجاب محللوها: لا جديد.
كما تساءل إعلام:
هل هو ضوء أخضر لإسرائيل لتحقيق أهدافها؟
الإجابة أيضاً؛ لاجديد !
هذه إسرائيل ، وهذه أمريكا والغرب، وتلك هي المنظمة الصهيونية العالمية، لم تنشأ عام 1897 وتبقى حتى اليوم، وفي اجنداتها التخلي عن إسرائيل الصهيونية المنهج، ولايوجد موقف واحد – عبر التاريخ، فيه مصلحة للعرب، ولا حتى لليهود الراغبين في العيش بسلام.
جماعات صهيونية متطرفة متحكمة بالقرار الأمريكي والآوربي. أوجد لهم الصهاينة في تلك الدول لوبيات أو حكومات وإدارات عميقة.
وحكومات أو مليشيات مساندة. كما إيران وأذرعها، التي هي في الحقيقة أذرع خادمة للمشروع الصهيوني، العسكري واالإعلامي.
أشير إلى ذلك من باب التذكير بالمتكرر، وأعلم أنه لاجديد فيه.
الجديد في أن تلك السياسات الخبيثة بدت تظهر من الخفاء، وتتبين عنها سياسات أصغر وأصغر في نواحي متفرقة بالعالم ، والدخول عبر نشاطات محببة للجمهور(؟!).في مجملها تحقق غايات صهيونية كبرى. وسياسات مناهضة للخبثاء.
ولكنها تخسر في كل مرة..
والأهم؛ أن الحرب على غزة فتحت أعين الشعوب الغربية ، فلأول مرة نلاحظ تعاطف أعداد كبيرة من المجتمعات الغربية مع القضية العربية، وتحديداً مع مآساة الفلسطينيين.
وسائل التواصل أوصلت رسائل قوية لشعوب العالم.
عودة إلى الحديث عن سياسات الخبثاء..
الغرض؛ قمع الشعوب و السيطرة عليها ، وتسييرها كما يريدون من خلال نشاطات محببة للشعوب وتحويلها إلى كيانات تدار بواسطة عملاء ينفذون نشاطات تستهدف ضرب الشعوب في بعضها !
كالرياضة، وغير ذلك، من المتشابهات ، تعشقها الجماهير، وعندما يضاف إليها حبات من المخربات والمفرقات التي تخلق عداوات وتمزيق، تتحول الجماليات إلى غول يهدد الشعوب .
لذلك ، يجب الحذر من أن تتغول وتتعمق أدوات العبث واللعب من تحت الأبسطة الرائعة، والإنتباه إلى الحُفر الهاوية من تحت الأبسطة الجميلة ، والتي تؤدي إلى جهنم.
المتتبع لأساليب الصهاينة، في إدارة الأموال، والإعلام، يجدها مكررة عبر التاريخ، والعجيب أن ما يسميهم الصهاينة ” الأمميين” الذين يجب تدميرهم، لاينتبهون، أو يتم السيطرة على أشرار منهم للخدمة.
والأمميون هم شعوب الأمم الأخرى من غير اليهود – بحسب تصنيف التطرف الصهيوني.
فنظرة اليهود لغيرهم من الأمم؛ نظرة دونية. يرون بأن باقي الأمم إنما خلقت لخدمتهم .
في التلمود – وهو كتاب وضعه أحبار اليهود من المتطرفين الصهاينة : “إن الأُمَمِيين هم الحمير الذين خلقهم الله ليركبهم شعب الله المختار، فإذا نفق منهم حماٌ، ركبنا منهم حمارا”.
يا ترى؛ كم من الحمير نفقت، وكم منها تتنظر دورها ؟!
روي عن ابن تيميه إشارته إلى حمير اليهود، يركبونهم لتنفيذ كل فتنة.
من لايعرف هذا النوع من الحمير، عليه البحث لمعرفة أولئك والحذر منهم .
ومن أجمل ما قاله الشاعر خلف بن هذال:
“من دون صهيون بذتنا صهاينا”
هؤلاء، يسيرون على منهج أولئك..
لاحظوا حتى في ردة الفعل عند تحقيق هدف وتثار ضدهم مواقف، يرخون حبالهم، ويمدون حبال التودد والخنوع.
مثال، الحرب على غزة .. خداع وضرب ، وتحقق لهم هدف. وتبعته ثورة شعبية عالمية مناهضة.
عندئذ، يبدأ بنو صهيون في المرحلة التالية ، وهي التهدئة، ولا بأس من الخضوع ، حتى تهدأ النفوس ( الطيبة ) المعارضة لهم الكاشفون لألاعيبهم، وبعد التخدير والهدوء؛ بعودون للخداع من جديد.. وهكذا !
وطبعاً؛ الإعلام عندهم يوازي آلة الحرب.
إجرام.. وأساليب شيطانية، نبدو في غاية الغباء، ولكنهم يستمرئون تلك الأساليب الغبية، التي يأنفها النبلاء الكرماء!!
وفي كل أحوالهم..يقول تعالى فيهم:
“وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ”.. اليهود أقلية، ليسوا بذلك الذكاء الخارق، فلولا إنكماش العقلية العربية، وإراحة الأمميين لعقولهم، لما كان للصهاينة دور على الأرض.
وأقول دائماً : الشرير لا عقل له.
أرى العقل خلقه الله للخير ولخدمة البشرية .
إنما أرى عن الشرير عقل، كعقل إبليس.
إبليس في الشر؛ عبقري، ولكن إذا فكر في الخير فإنه يصبح أغبى خلق الله!
النهاية دوماً مع الأخيار.
ولكنها تخسر في كل مرة ، والنهاية دائماً لصالح الأخيار
يقول الله تعالى :
” وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ ۚ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا ۘ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ ۚ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا ۚ وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ۚ كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ ۚ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا ۚ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ”.