رئيس التحرير يكتب: المشهد الانتخابي.. حين يفسد المعيار وتغيب الحقيقة

بقلم: ياسر أحمد إبراهيم
لم يعد المشهد الانتخابي اليوم انعكاسًا صادقًا لمحبة الناس أو لقناعة الناخبين بصلاحية هذا المرشح أو ذاك.
اختلطت المعايير، وتحوّل السباق الانتخابي في كثير من الأحيان إلى ساحة يحكمها المال قبل البرامج، والنفوذ قبل الكفاءة.
أصبح الفوز لا يُقاس بقدرة المرشح على إقناع الجماهير أو تقديم رؤية حقيقية تخدم المجتمع، بل بمدى ما يُنفقه من أموال تُحرّك المشهد، وتؤثر في اختيارات كثير من الناخبين، سواء عن وعي أو تحت ضغط الاحتياج.
والأخطر من ذلك، أن البعض حين ينجح لا يحتفي بثقة الناس، بل يفرح لأنه سيسترد ما أنفقه «بكل الطرق».. المشروعة منها وغير المشروعة.
وكأن المنصب صار مشروعًا استثماريًا لا مسؤولية عامة ولا تكليفًا لخدمة الناس.
أما من يخسر، فيقال له غالبًا: «ربنا يعوّض عليك».. وكأن الخسارة هنا مرتبطة فقط بضياع المال، لا بضياع فرصة كان من المفترض أن تُبنى على التنافس الشريف.
لقد فسدت المعايير حين أصبح المال هو المحرك الأساسي، وغابت إرادة الناس خلف ضجيج المصالح، وتحوّل مفهوم الانتخابات من ممارسة ديمقراطية إلى معركة نفوذ.
وما لم تُسترد المعايير الحقيقية — الكفاءة، النزاهة، وبرنامج يخدم المجتمع — سيظل المشهد الانتخابي يكرر نفسه.. فوزٌ لا يعبّر عن الناس، وخسارة لا تعني شيئًا سوى خسارة تكلفة السباق.




