تفاصيل اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة لبحث مسألة استخدام حق النقض (الفيتو) بشأن الحرب على غزة
استأنفت الجمعية العامة للأمم المتحدة، اليوم الثلاثاء، جلستها لبحث مسألة استخدام حق النقض (الفيتو) من قبل الولايات المتحدة الأمريكية في مجلس الأمن في 20 فبراير 2024 ضد مشروع قرار يطالب بالوقف الإنساني لإطلاق النار في غزة.
وكانت الولايات المتحدة الأمريكية قد استخدمت حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار قدمته الجزائر حصل على تأييد 13 عضوا -من بين أعضاء المجلس الخمسة عشر- فيما عارضته الولايات المتحدة الأميركية وامتنعت المملكة المتحدة عن التصويت.
وتأتي الجلسة بناء على إجراء اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة في أبريل عام 2022 يخول لها الاجتماع، تلقائيا، في غضون عشرة أيام، بعد استخدام أي من الأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن (الفيتو)، حتى يتسنى لجميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة التدقيق والتعليق على الفيتو.
فرنسا: الأوضاع الإنسانية في غزة غير مقبولة
وقال ممثل فرنسا: تأسف فرنسا لعدم اعتماد القرار الذي قدمته الجزائر.
وأضاف، أن الأوضاع الإنسانية في غزة غير مقبولة والعمليات الإسرائيلية يجب أن تتوقف فورا.
وأكد على ضرورة فتح جميع النقاط المتاحة لإيصال المساعدات المباشرة إلى غزة خاصة ميناء أسدود الذي يمكن إيصال المساعدات من الأردن عبره.
وتابع: نؤيد العمل الإنساني للأونروا وعمل هذه الوكالة ضروري للمنطقة.
مصر تطالب بالوقف الفوري لإطلاق النار في غزة
بدوره، طالب ممثل مصر بالوقف الفوري لوقف إطلاق النار لإنقاذ الأرواح وإعادة النازحين إلى منازلهم ووقف كافة المخططات الاسرائيلية الرامية للتهجير القسري، والتي سنتصدى لها جميعا بكل حزم، ولذا نحذر بشدة من مغبة استمرارا العمليات العسكرية في محيط مدينة رفح.
كما دعا إلى التنفذ الفوري لقرارات الجمعية العامة ومجلس الأمن خاصة القرار 2720 وتفعيل آلية إنفاذ المساعدات الانسانية بدون إبطاء، والضغط على اسرائيل للتعامل مع الآلية الأممية وفتح كافة المعابر فورا، معقبا أن ذلك وحده الكفيل بردع اسرائيل عن اسخدام الجوع ضد الشعب الفلسطيني الاعزل.
وشدد على ضرورة إحياء الافق السياسي سريعا عبر اعتراف كافة الدولة على حدود الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس واكسابها العضوبة الكاملة المستحقة في الأمم المتحدة، وعلى أهمية قيام كافة الدول المصدرة للسلاح لإسرائيل بوقف صادراتها بشكل فوري وذلك لمنع القتل الممنهج ومنع اسرائيل من فتح جبهات جديدة.
كما طالب بالاستئاف الفوري لتمويل “الاونروا” التي تلعب الدور الأساسي الذي لا يمكن استبداله للعمل الانساني في فلسطين خاصة قطاع غزة.
وأشار إلى أهمية البدء في مسار يدشن لقرار أممي حول مساءلة إسرائيل عن الجرائم التي ارتكبتها في الاراضي الفلسطينية، خاصة قطاع غزة، وإلزامها بدفع التعويضات عن الدمار الرهيب الذي تسببت به.
اندونيسيا: السلام لن يكتمل دون الإقرار بحق الشعب الفلسطيني في العيش بسلام
قال ممثل دولة اندونيسيا، إن المسار نحو السلام العادل والشامل لن يكتمل دون منح العضوية الكاملة لفلسطين، والإقرار بحق شعبها كخطوة أساسية لتحقيق التوازن والانصاف في عملية السلام.
وأدان أعمال إسرائيل الوحشية التي تقوم بها بحق الشعب الفلسطيني، وقال: لا يجب أن تمر دون معاقبة، ويجب اتخاذ إجراءات فورية لوقف اطلاق النار، وإدخال المساعدات دون عائق، وضرورة رفض تشريد وتهجير الفلسطينيين بشكل قسري.
وشدد على أن بلاده تؤكد مبدأ أن لا أحد فوق القانون، ولكن دولة اسرائيل من هذه الدول التي تخترق القانون، مشددا على أن على المجتمع الدولي أن يتخذ موقفا لمنع ايصال الأسلحة والذخيرة لهم، وتقديم الدعم العسكري الذي يؤدي للعنف.
كما أدان إطلاق الاحتلال النيران على الشعب الفلسطيني وهم يبحثون عن لقمة العيش، في حين أن الاحتلال دمر بيوتهم ومستقبلهم.
كوريا الجنوبية: الاستقرار والأمن في المنطقة يتوقف على حل سلمي للقضية الفلسطينية
وأكد ممثل كوريا الجنوبية على خطورة الوضع في غزة، مشددًا على أن حماية المدنيين وهي الركيزة الأساسية للقانون الإنساني الدولي لم تحترم، وكابوس المجاعة أصبح يعيشه الناس.
وأوضح أن العملية العسكرية الإسرائيلية البرية الوشيكة في رفح تثير القلق البالغ، كما أن التوتر الإقليمي يثير القلق.
وتابع: هذه الحرب يجب أن تتوقف، ووقف إطلاق النار مطلوب، حيث تؤيد كوريا مشروع القرار الذي طرحته الجزائر، مؤكدا أن الاستقرار والأمن في المنطقة بصفة عامة يتوقف على حل سلمي للقضية الفلسطينية.
الصين: غزة تواجه كارثة إنسانية غير مسبوقة
وقال ممثل الصين إن قطاع غزة تحت النار ويواجه كارثة إنسانية غير مسبوقة، في ظل شح الموارد الضرورية لبقاء المدنيين الذين يعانون من مجاعة وشيكة.
وشدد على ضرورة الاستناد للقانون الدولي لضمان وصول المساعدات الإنسانية الكافية، واتخاذ تدابير ملموسة لحماية الطواقم الإغاثية، وتيسير توزيع المساعدات والقيام بالعمل الإغاثي.
وقال إن وقف إطلاق النار هو من الشروط الأساسية لإنقاذ المدنيين الأبرياء، وتقديم المساعدة الإنسانية، ومنع التصعيد وانتشار النزاعات، مؤكدا ضرورة أن يدفع المجتمع الدولي مع اقتراب شهر رمضان نحو وقف فوري لإطلاق النار وإنهاء النزاع بشكل ملح.
وأضاف: “نحتاج إلى إرادة سياسية لمساعدة سكان غزة على البقاء، وندعو إسرائيل إلى تحويل المسار ووقف الخطط المتعلقة بالهجوم على رفح، ووقف الأعمال العدائية والعسكرية في غزة، ووقف العقاب الجماعي، وتقويض حل الدولتين، وكافة الأنشطة الاستعمارية”.
ودعا إلى تكثيف الجهود الدبلوماسية والإقليمية للعودة إلى حل الدولتين، وإعادة إطلاق المفاوضات المباشرة بين الطرفين، إضافة لضرورة عقد مؤتمر دولي للسلام.
وقال إن بلاده تؤيد حصول فلسطين على عضوية كاملة في الأمم المتحدة بأسرع وقت ممكن، وستواصل العمل مع المجتمع الدولي لإنهاء النزاع في غزة، وتخفيف المعاناة الإنسانية.