تحتفل الدولة المصرية بالذكري رقم 49 على نصر أكتوبر عام 1973، وهو يوم العزة والكرامة لجميع المصريين، حرب الإستنزاف لا تقل أهمية عن حرب تحرير سيناء 73 ،بل إن التضحيات فيها كانت أكثر ، أطلق عليها حرب المائة يوم طبقا للأدبيات العسكرية الإسرائيلية ، حرب كشفت معدن الجندي المصري ، أظهرت مدى ارتباطه بأرض اجداده ، وإصراره على عدم التفريط فى شبر واحد منها، اتسمت فترة حرب الاستنزاف بإنكار الذات وتفصيل مصالح الوطن على المصالح الشخصية الضيقة، و المُباداة ،كسرت حاجز الخوف، و أكدت أن الترويج لاسطورة الجيش الذى لا يقهر ما هى إلا جزء من شعور الوعي العربى بالهزيمة النفسية، اثبتت إستيعاب الجندى المصرى للمعنى الحقيقى للتضحية، وقدرته على تحمل للتدريبات الشاقة و استيعابه للتكنولوجيا الحديثة، وإصراره على تحقيق النصر، فترة حرب الاستنزاف هى الفترة الحقيقية التى تم خلالها بناء الجندي المصرى، ووعي الشعب العربي، كقد رسمت ملامح القومية العربية والتكاتف العربي والإسلامي لنصرة الحق وعودة الأرض.
حرب أكتوبر التى غيرت الخريطة السياسية والعسكرية للشرق الأوسط ،وعطلت مخططات التقسيم للمنطقة، وفرضت ارادتها بقوة وعزيمة رجالها، كما غيرت الفكر الاستراتيجى للحروب، و أكدت على أهمية ربط خطط الخداع الاستراتيجي بالمستوى التعبوى، حرب جاءت خارج التوقعات، حساباتها بالغة الدقة، عالجت قضايا كان يظن العدو أنها مستحيلة، وإن سيناء ضاعت للأبد دون رجعة، متأخر بنصر زائف وقوة خيالية، وبدعم غربي بهدف السطو على مقدرات الشعوب العربية، ونهب خيراته وثرواته.
ما أشبه اليوم بالبارحة، ونحن نجاهد من أجل التنمية والحضارة، وإعادة بناء الانسان المصرى مرة أخرى، في وسط حرب اكثر تطور ، انتشار ثورات الفوضى الخلاقة، والتدمير الداخلي للدول، وصعود التيارات الدينية المتعصبة للحكم، حاولت مصر دائما إعادة فتح قنوات الحوار مع الجميع، في إطارها العربي والافريقي ، مصر تخطو خطوات واعدة نحو التنمية والنهضة ، معتمدة على عقول وسواعد ابناؤها في شتى المجالات، تجارة، اقتصاد، تعمير وبناء ، سياحة، زراعة، وصناعة، فاعادت بناء الطرق، وترميم البنية التحتية المتهالكة، وإعادة فتح المصانع، وتطوير الصناعات، معالجة أزمة الكهرباء الطاحنة، ترسيم الحدود البحرية من أجل الاستفادة من غاز المتوسط، إنشاء مدن جديدة لعلاج أزمة الكثافة السكانية، تحسين أحوال المواطن من خلال التضامن الاجتماعي، والمبادرات الرئاسية آخرها حياة كريمة لتطوير الريف المصري والتي أنطلقت منذ عامين في كافة المحافظات المصرية بدعم رئاسي وتحت إشراف صندوق تحيا مصر.
يعد استضافة مصر لقمة المناخ العالمية بشرم الشيخ خلال أيام بحضور كافة دول العالم الكبرى انتصار جديد، يفرض نفسه على الساحة الدولية والعالمية، تسعى قمة المناخ cop27 إلى الانتقال من التعهدات إلى التنفيذ وتسليط الضوء على السياسات والممارسات التي يمكن من خلالها سد الفجوة بين التعهدات وما تم إنجازه بالفعل، تُعقد قمة المناخ فى الفترة من 6 الى 18 نوفمبر ، إقامة القمة الدولية على أرض مصر يؤكد أن مصر رغم الأزمات الاقتصادية، والتغيرات الدولية التي فرضتها حرب روسيا واوكرنيا، وجائحة كورونا، تسعى لتحقيق أهدافها في تحقيق التنمية والرخاء، وتأكد دائما أن الحل في القاهرة.