بقلم محمد سليمان الحوفى الباحث فى العلاقات الدولية
أعلن رئيس الوزراء البريطانى ريش سوناك عن إرسال سفينتين تابعتين للبحرية الملكية وحزمة مساعدات عسكرية دعماً لاسرائيل وكذا إعلن الرئيس الامريكى جون بايدن فى وقت سابق نشر سفن حربية لمساندة اسرائيل هذه القرارات وغيرها من القرارات الغربية لدعم إسرائيل التي تعتدي بشكل يومي على السكان في قطاع غزة ما هى إلا خطوات تؤدى إلى تقويض المساعى الدولية لوقف نزيف الدم و تغليب الحل السلمى للصراع الدائر بقطاع غزة حيث تأتى تلك التصريحات على خلفية الأحداث الدموية التى تشهدها غزة وسقوط الآف من الضحايا والمدنيين .
مضيفا إلى أن العدوان الواقع على الشعب الفلسطيني والمدنيين الغزل بغزة يرقى إلى مستوى جريمة حرب لما يشهده قطاع غزة من قصف بشكل عشوائي يستهدف المدنيين والابرياء مما يشكل عقاباً جماعياً لا مبرر له إبادة جماعية بمباركة أطراف دولية فى ظل إتباع سياسة الكيل بمكيالين حيث اكد الحوفى أن إعلان وزير الدفاع الاسرائيلى ’’يوآف غالانت’’ ان السلطات الاسرائيلية سوف تقطع الإمدادات الأنسانية عن غزة بشكل كامل فى ظل قصف إسرائيلي لقطاع غزة وفقا لتصريحات مسئولى الجيش الاسرائيلي بما يزيد عن ٤ ألآف طن من القنابل و بأكثر من ٦٠٠٠ قذيفة بالاضافة إلى قصف معبر رفح الحدودى يشكل خروجاً صارخاً على قواعد القانون الدولى الانسانى .
ويري المتخصصين الدوليين أن التصريحات الرسمية الصادرة من بعض الدول والتى تؤيد اسرائيل ومنها الهند وكينيا تليها سنغافورة ونيجيريا ،و كذا تصريحات كل من البرازيل والمكسيك وفيتنام تعمق سياسة الكيل بمكيالين حيث منحت تلك الدول حق الشعب الاكرانى الحق فى الدفاع عن اراضيه من العدوان والاحتلال الروسى واعتبرت ما تقوم به من عمليات عسكرية ضد الجيش الروسي مقاومة للعدوان فيما اعتبرت مقاومة الشعب الفلسطينى لاحتلال اراضيه اعتداء على اسرائيل .
عودة محاولات استهداف سيناء ومصر تعلن عقد اجتماع لمجلس الامن القومى حيث أكد الحوفى أن الخطاب الذى سلمه الجيش الإسرائيلي لإبلاغ الامم المتحدة بضرورة إنتقال جميع سكان شمال غزة إلى جنوبها خلال ٢٤ ساعة تمهيداً إلى القيام بعملية عسكرية برية لا يغير من التزامات إسرائيل القانونية بالالتزام بقواعد القانون الدولى الانسانى ، وهو بمثابة دعوة لتهجير سكان القطاع إلى جنوب غزة ومن ثم إلى سيناء وبالتالى تفرض الحكومة الإسرائيلية و بعض الاطراف الدولية تطبيق سيناريو توطين الفلسطينين بالدول العربية وهو ما يعرف بصفقة القرن الأمر الذي وصفه المتحدث الرسمى للأمم المتحدة دوجاريك فى بيان عبرت فيه الامم المتحدة أنه من المستحيل ان تتم مثل تلك الحركة دون عواقب إنسانية مدمرة ذلك فضلا عن مخالفة تلك الدعوات الى القانون الدولى الانسانى واتفاقيات جنيف والتى ” تحظر عمليات النقل الجماعية أو الفردية للسكان من الأرض المحتلة أو داخلها.
كما تحظر عمليات نقل السكان المدنيين التابعين لسلطة الاحتلال إلى الأرض المحتلة بغض النظر عن كون هذا النقل قسريًا أو طواعية. و كذا حظر العقاب الجماعي. …. ” وعلى صعيد اخر أشاد الحوفي بالخطوات التى أتخذتها القيادة المصرية في التصدى لذلك التوسع السرطانى المستتر بمحاولة اسرائيل وبعض الاطراف الدولية فرض سياسة الأمر الواقع بحل القضية الفلسطينية على حساب الاراضي المصرية دون الإخلال بالدور الذي تلعبه مصر تجاه الشعوب العربية ، وذلك بالرفض الرسمى المصري والعربي للقرار الإسرائيلي بإجلاء الغزيين إلى سيناء .
كما اضاف بأن قرار السلطات المصرية بمنع إجلاء و مرور الرعايا الأجانب و موظفى المنظمات الدولية من معبر رفح لحين دخول المساعدات الإنسانية لقطاع غزة كان له بالغ الآثر فى تأجيل إسرائيل الهجوم البري على قطاع غزة بحجة سوء الاحوال الجوية وفق تصريح مسئوليها ، مضيفا إلى ان دعوة مصر استضافة قمة إقليمية ودولية من اجل تناول تطورات ومستقبل القضية الفلسطينية تضع المجتمع الدولى يتحمل مسئولية دعوة إسرائيل احترام قواعد القانون الدولى الانسانى وفق جدول زمنى ونصوص ملزمة .
و أكد الحوفي ضرورة اتخاذ خطوات سريعة لرقب تلك الكارثة الانسانية تتمثل في الوقف الفورى لاطلاق النار ،و إطلاق سراح الرهائن الفلسطينيون و وجود وقائى دولى في الأراضي الفلسطينية المحتلة داخل المناطق التى تسيطر عليها قوات الاحتلال الاسرائيلي .
كما اهاب الحوفي الامم المتحدة والمجتمع الدولى إلى معالجة الاسباب الجذرية للصراع الحالى بما في ذلك الإحتلال المستمر منذ ٧٥ عاماً وعلى جانب آخر دعا الحوفي كافة المصريين إلى الاصطفاف خلف الدولة المصرية لحماية أراضيها من ذلك المخطط المدعوم بأطراف دولية لحل الصراع العربي الاسرائيلي على حساب ارض الوطن .