أخبار السلايدرأخبار عربيةمقالات

استهداف الصحفيين… جريمة حرب لا تحتاج إلى تفسير

بقلم- خلف أبوزهاد

عندما تتحول الكاميرا إلى هدف، وتُصوَّب نحوها الصواريخ بدلًا من المدافع، فنحن أمام جريمة حرب مكتملة الأركان، جريمة تفضح مرتكبها أمام العالم والتاريخ. اغتيال الصحفي ليس حادثًا عرضيًا، بل خطة مدروسة لطمس الرواية وخنق الشهادة ودفن الحقيقة تحت الركام.

في غزة، لا يُقتل الصحفي لأنه يحمل سلاحًا، بل لأنه يحمل الحقيقة، والحقيقة أخطر على الاحتلال من أي رصاصة. هنا يُستهدف الصحفي لأنه عين المدينة وأذنها وصوتها، لأن غزة اليوم هي الخبر الذي يريدون دفنه، والصورة التي يسعون لتمزيقها قبل أن تصل إلى الضمير العالمي.

قتل الصحفيين ليس النهاية، بل هو بداية لجريمة أكبر: جريمة اغتيال مدينة كاملة، ومحاولة محو شعب من الوجود. وعندما تُغتال الكلمة، اعلم أن ما يُرتكب على الأرض أفظع مما يمكن أن يتخيله الخيال.

لكن ما لا يفهمه القاتل أن الحقيقة لا تُدفن، وأن صوت غزة سيبقى أعلى من كل محاولات الاغتيال، وأقوى من أي قذيفة، وأن دماء الصحفيين ستظل شاهدًا أبدًا على الجريمة.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى