أخبار السلايدرأخبار مصراخبار مصرمقالات

خلف أبوزهاد يكتب: القاهرة في قلب العاصفة.. وساطة مصرية تقود لحظة الحسم بين حماس وإسرائيل

بقلم: خلف أبوزهاد
تترقب المنطقة بأسرها ساعات حاسمة، ربما تكون الأخطر منذ اندلاع الحرب في غزة، إذ تقف الأطراف المعنية على أعتاب اتفاق تاريخي بين حماس وإسرائيل، يُفترض أن يضع حدًا لثمانية عشر شهرًا من الصراع الذي أنهك الجميع، وترك آثارًا إنسانية واقتصادية عميقة.

ورغم أن الإعلان عن التوصل إلى تفاهمات أولية شكّل بارقة أمل وسط أجواء الإحباط والتصعيد، فإن الواقع على الأرض لا يزال متوترًا، وسط مفاوضات ماراثونية تجري في القاهرة والدوحة، تهدف إلى تجاوز العقبات الأخيرة التي قد تعرقل دخول الاتفاق حيز التنفيذ.

بنود حساسة.. وتوقيت دقيق
المصادر القريبة من دوائر التفاوض تؤكد أن الاتفاق يقوم على ثلاث مراحل متتابعة:
وقف شامل لإطلاق النار مع مراقبة دولية وإسرائيلية – فلسطينية مشتركة.
إدخال المساعدات الإنسانية وإعادة فتح المعابر تدريجيًا لتخفيف الكارثة الإنسانية في قطاع غزة.

تبادل الأسرى والمحتجزين وفق آلية دقيقة، تضمن الإفراج المتزامن عن الأسرى الفلسطينيين مقابل الإسرائيليين، بما يشمل مئات المحكومين بالمؤبد.

لكن ما يجعل اللحظة حرجة هو أن كل بند من هذه البنود يحمل في طياته ألغامًا سياسية وأمنية، فكل طرف يخشى أن يُفسَّر أي تأخير أو إخلال في التنفيذ كتنازل أو ضعف، ما يجعل الثقة شبه معدومة بين الجانبين.

الدور المصري والقطري.. توازن دقيق بين النيران
تتصدر مصر وقطر مشهد الوساطة، وسط دعم أمريكي وأوروبي واضح. فالقاهرة — بخبرتها الطويلة في إدارة الأزمات الفلسطينية الإسرائيلية تلعب دور الضامن الأمني والسياسي، بينما تركز الدوحة على الجوانب الإنسانية والتواصل المباشر مع قيادة حماس.

ويقول مراقبون إن نجاح الوسطاء في تمرير هذه الساعات الصعبة سيمنح مصر وقطر رصيدًا سياسيًا كبيرًا، ويعزز مكانتهما في ملفات الإقليم الحساسة.

حذر إسرائيلي وتوجس فلسطيني
في المقابل، تسود في إسرائيل انقسامات داخلية بين التيار الأمني الذي يدفع نحو التهدئة، والتيار السياسي المتشدد الذي يخشى أن يُنظر إلى الاتفاق كـ”انتصار لحماس.

أما داخل غزة، فثمة قلق شعبي عارم من أن يتحول الاتفاق إلى مجرد هدنة مؤقتة، دون حلول جذرية تضمن إنهاء الحصار وإعادة الإعمار، خاصة أن التجارب السابقة علمت الفلسطينيين أن الهدوء غالبًا ما يكون هشًا.

رهان على الزمن.. لا على النوايا
الكل يدرك أن اللحظات القادمة ليست مجرد ساعة سياسية، بل اختبار لإرادة الأطراف ومدى استعدادهم لتغليب منطق المصلحة على منطق السلاح.

فالاتفاق، إن نُفّذ، قد يفتح الباب أمام مسار سياسي جديد نحو حل الدولتين، بينما انهياره سيعيد الجميع إلى نقطة الصفر، وربما ما هو أسوأ.

وفي ختام المشهد، تبقى المنطقة في حالة ترقب مشوب بالخوف والأمل معًا. الخوف من عودة النار، والأمل في أن يكتب لهذه الفرصة أن تصمد، وأن تكون شرارة سلام حقيقي طال انتظاره في الشرق الأوسط.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى