لم تكن مرارة الهزيمة في حرب 67 سوى وقودًا أشعل حماسة الجيش المصري وزاد من إصراره على تحقيق النصر وتلقين العدو درسًا لا ينساه طيلة حياته، وبالفعل نشبت حرب أكتوبر المجيدة التي تعد من أشرس الحروب التي خاضتها مصر مع إسرائيل والتي حطمت أسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يُقهر، هنا نتذكر بعض الأبيات الرائعة للشاعر أحمد هيكل:
شعبنا الحر الذي كان طعينا طاوي الصدر على الجرح سنينا
عـــــــاد عملاقًا قويًا شامخًا عالي الرايات لا يحني الجبيناأظهرت حرب أكتوبر براعة تخطيط ودقة تنفيذ الجيش المصري الذي شن هجومًا مفاجئًا على القوات الإسرائيلية في سيناء المحتلة في 6 أكتوبر 1973، وبدعم من السلاح الجوي توغل جيشنا الباسل عبر قناة السويس ونجح في طرد الإسرائيلين على الجانب الأخر من الطريق المائي الدولي.
لم يكن عبور القناة أمرًا سهلًا على الإطلاق، إلا أنه لم يكن مستحيلًا بفضل ذكاء ودهاء القيادة العسكرية، حيث تمكن جيشنا العظيم من تدمير خط بارليف العملاق على طول الضفة الشرقية لقناة السويس من خلال خراطيم مياه عالية الضغط، وتركيب جسور عائمة لنقل المدرعات والدبابات والجنود إلى الجانب الأخر من القناة.
بطولات الجيش المصري على أرض المعركة كثيرة، فلم يكن خط بارليف العائق الوحيد لعبور القناة، بل كان عليهم تخطي الكثير من الصعوبات، مثل الألغام المنتشرة في القناة والساتر الترابي على الجبهة الشرقية للقناة.
بعد تجاوز كل هذه الصعوبة نجحت الضربة الجوية في شل حركة الطيران الإسرائيلي، ليتمكن جنودنا البواسل في نهاية المطاف من الوصول إلى سيناء وتدمير منشآت العدو، ليرفرف علم مصر عاليًا وسط أصوات التكبير فرحًا بالنصر، والتي وصل صداها إلى كل بقعة في سيناء الحبيبة.