مقالات

رامي علم الدين يكتب.. نهاية الإتحاد الأوروبي

الإتحاد الأوروبي حالياً يواجه أزمة تكاد تعصف بكيانه وعملته ، عجلت الضربة العسكرية الروسية بظهورها ، مأزق أكبر من غزو روسيا لأوكرانيا، أو صعود حكومة يمينية في عدد من الدول الأوروبية،

أمر وجودي وخطر يهدد وحدة الحكومات في أوروبا، إقتصادياً، سياسياً، عسكرياً، أزمات ديون ولاجئين وغذاء وطاقة ، صعود اليمين تهديد حقيقي للوحدة في أوروبا، ويبشر بنهاية الإتحاد الأوروبي، وزوال عصر اليورو دولار، بولندا والسويد والمجر وإيطاليا، 4 دول يحكمها اليمين المشكك في الإتحاد الأوربي، إحدى الدول المؤسسة للإتحاد الأوربي تسقط تحت قبضة اليمين المتطرف نراه إنقلاب جوهري في معادلة القوة الأوروبية، حرب أوكرانيا دخلت في دوامة خطيرة لا أحد يدرك منحاها الفعلي، الحرب الاقتصادية علي ألمانيا دخلت مرحلة ملتهبة، لو إنهار الإقتصاد الألماني سينهار الإتحاد الأوروبي بلا شك ، وهو هدف يتم العمل علي بلوغه، لم يعد الإتحاد الأوربي بحاجة لتحديد سقف لثمن الغاز، ما حدث من تخريب أنبوب” نورد ستريم” لنقل الغاز لألمانيا يعود بنا إلى أحلك أيام حرب الأجهزة السرية وعملياتها السرية القذرة خلال فترة الحرب الباردة، لأنه لم يعد هناك غاز، والخبراء يعتقدون بإستحالة إجراء صيانة سريعة لخط الغاز لنقل الغاز والإقتصاد الألماني هو المستهدف بوضوح، السلطات الألمانية تعتقد أن أنبوب- نورد ستريم 1، لنقل الغاز الروسي تعرض لعملية تخريب متعمد من أحد الحلفاء ، تطور خطير في السراع، وقد يغبر من مسار العلاقات بين الدول، الدانمرك تتحدث عن تسرب كبير للغاز في قاع البحر من خلال ثقب هائل، إنها مرحلة جديدة من التوتر والشتاء على الأبواب، نهاية حلم أوروبا في الحصول على الغاز الروسي.

إنتصار حزب اليمين في إيطاليا إستمرار اليورو في الإنخفاض ليصل لأدنى مستوى له منذ عام 2002، الحرب الأوكرانية وأزمة الطاقة و النجاح الإنتخابي للتحالف اليميني في إيطاليا كلها عوامل تثير قلق الأسواق، تفجيرات خط الغاز نورد ستريم، شريان الحياة الاقتصادي الأول لأوروبا، أمور تكاد تعصف بالمزيد من الحكومات الأوروبية،تمكين قوى اليمين المتطرف وإنغماس أوروبا في إختلافاتها يمثل فرصة ذهبية لروسيا في إعادة صياغة المنظومة الأوروبية بشكل قد يخدم ” المصالح الروسية ” وتنفيذ أجنداتها بأقل المخاطر، دعم روسي لليمين المتطرف الذي يرفض تدخلات أمريكا في أوربا وسياسات الإتحاد الأوربي والناتو، التقارب الفكري بين روسيا و اليمين الأوربي نراه أحد أهم العوامل لدعم موسكو المالي و السياسي والإعلامي وأحياناً “التدخل في الإنتخابات” في بعض الدول الأوروبية،مجلس الأمن القومي الأمريكي كشف أدلة على أن روسيا توجه الأموال سراً إلى شبكة كبيرة من الأحزاب (بما في ذلك الأحزاب الإيطالية)من أجل تعطيل العمليات الديمقراطية وحشد الدعم لموسكو، المرشح ماتيو سالفيني، زعيم حزب الرابطة اليميني في إيطاليا، معروف بحبه لبوتين ..و ترامب، صعوده يشكل عائق ومصدر قلق للإتحاد الأوروبي في إيطاليا، يعتبر أحد المعارضين البارزين لسياسات الإتحاد الأوروبي في القارة بأكملها وليس في إيطاليا فقط .

مع ردة فعل رئيسة المفوضية الأوروبية، حيث هددت إيطاليا و قالت ( لدينا أدوات) نستخدمها مثل إستخدامنا لها في بولندا والمجر، وردت عليها المرشحة الإيطالية جورجيا ميلوني: إيطاليا تخص الإيطاليين وليس أورسولا فوندرلاين، يبدو أن تعامل الإتحاد الأوروبي ومواجهته لسياساته سوف يحدد مستقبل الإتحاد في إيطاليا وأوروبا كلها في ظل صعود اليمين المتطرف في بعض دولها مثل التجمع الوطني لمارين لوبان في فرنسا وفوكس في إسبانيا وتشيجا في البرتغال، لعل تلك التطورات تفسر ما حرصنا علي تأكيده وهو بدأ تفكك الإتحاد الأوروبي، نتابع منذ وقت تغيرات حاسمة في أوربا، بعد صعود التيار اليمين المتطرف، إيطاليا تستعد للخروج من الإتحاد الأوروبي، قدمت مشروع قانون الإستفتاء على الإنفصال عن الإتحاد الأوروبي حركة سياسية : ” إيطاليا الحرة ” إلى محكمة النقض العليا، وسينظر البرلمان في الإقتراح إذا جمع 50 ألف توقيع، بالأمس صعد المتظاهرون إلى مقر الإتحاد الأوروبي في روما ومزقوا علم “الإتحاد”، وتم إستبداله بالعلم الإيطالي،

نعطي تلك الإنتخابات أهمية قصوي ونتابع نتائجها عن قرب لإنعكاس نتيجتها علي العلاقة بين مصر وإيطاليا يهمنا في المقام الأول الحفاظ علي روابط قوية مع الحكومة القادمة في إيطاليا نظراً لوجود ملفات هامة مشتركة بيننا، وقضايا إتفاق وخلاف، هناك التعاون العسكري وصفقات التسليح النوعي، والشراكة مع (إيني للغاز) وصداع ملف “ريجيني” الذي يظهر ويختفي حسب الطلب، إلا أن الادراة المصرية تدرك سرعة التطورات وتحيد الدبلوماسية المصرية إدارة الملف الأوروبي ..

حفظ الله مصر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى