مقالات

دور تقنيات الذكاء الاصطناعي في تطوير التعليم الجامعي كمدخل لتحقيق رؤية مصر 2030 … المجالات والتحديات

يهدف محور التعليم والتدريب كأحد المحاور الأساسية لرؤية مصر 2030 إلى تحقيق مجموعة من الأهداف الاستراتيجية تتضمن تحسين جودة نظام التعليم بما يتوافق مع النظم العالمية، وإتاحة التعليم للجميع دون تمييز، إضافةً إلى تحسين تنافسية نظم ومخرجات التعليم وذلك بما يساعد في بناء نظام تعليمي مُبتكَر يُعزِّز الابتكار والتنافسية ويواكب تطورات العصر الرقمي. ويمكن لتقنيات الذكاء الاصطناعي أن تلعب دورًا جوهريًا في تحقيق هذه الأهداف من خلال ثلاثة محاور أساسية تتمثل في المحور الأكاديمي والبحثي، والمحور الإداري، ومحور سوق العمل.

ويقوم المحور الأكاديمي والبحثي على تحسين جودة التعليم الجامعي، عن طريق تطوير مناهج تفاعلية تواكب سوق العمل، وتعتمد على تقنيات مثل الواقع المعزز والافتراضي فيما يسمى بـ “المناهج الذكية”، وتوفير نظم التعلُّم المخصصة، بتطبيق أنظمة تعلُّم شخصية تعتمد على تحليل بيانات الطلاب لتقديم خطط تعليمية مصممة حسب احتياجاتهم. وكذلك العمل على تعزيز التعليم عن بُعد، من خلال تطوير منصات تعليمية ذكية، وتمكين الجامعات من التعاون معًا عبر تقنيات الواقع الافتراضي لتعزيز التفاعل بين الطلاب وأعضاء هيئة التدريس عن بُعد فيما يسمى بـ “التعليم التشاركي”، ودعم البحث العلمي والابتكار، باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي التي تعتمد على تحليلات البيانات الضخمة لتحليل البيانات البحثية المُعقَّدة واكتشاف الأنماط التي تساهم في حل القضايا الوطنية. هذا بجانب التشجيع على ابتكار وتطوير أدوات ذكاء اصطناعي تساعد الباحثين في مجالات جديدة، مثل التكنولوجيا الحيوية والطاقة النظيفة. وأخيراً يمكن الاعتماد على تقنيات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الحديثة في توسيع نطاق التعليم الجامعي ليشمل المناطق النائية، بجانب العمل على توفير تقنيات حديثة تساعد الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة على الحصول على تجربة تعليمية عادلة ومتكاملة.

بينما يقوم المحور الإداري على رفع كفاءة الإدارة الجامعية من خلال أتمتة العمليات الإدارية باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحسين في مجالات تسجيل الطلاب، وإدارة الجداول الدراسية، وإدارة الموارد البشرية. علاوةً على ذلك، يمكن الاعتماد على تقنيات التحليل التنبؤي للتنبؤ بمعدلات التخرج لمساعدة الجامعات في اتخاذ قرارات مبنية على بيانات دقيقة.

أما فيما يتعلق بمحور سوق العمل، فيجب الحرص على المواءمة بين مخرجات التعليم واحتياجات سوق العمل، وفي هذا الصدد يمكن استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في توجيه الطلاب إلى التخصصات والمهن التي تناسبهم بناءً على اهتماماتهم وقدراتهم وبما يُلبي احتياجات سوق العمل.
ومما لا شك فيه أن هناك مجموعة من التحديات في هذا الشأن والتي يجب التغلب عليها لتتمكن مصر من بناء نظام تعليمي متطور وشامل يُلبي احتياجات المستقبل، ويساهم في تحقيق التنمية المستدامة. ولعل من أهم تلك التحديات ضعف البنية التحتية الرقمية مما يستلزم ضرورة الاستثمار في شبكات الإنترنت والبنية التحتية التكنولوجية، وكذلك نقص المهارات والذي يستدعي ضرورة التدريب على كيفية استخدام تقنيات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي.

بقلم د. حامد نبيل

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى