اللي اختشوا لم يترشحوا! .. مهازل ومهاترات مرشحي مجلس النواب 2025

بقلم: خلف أبوزهاد
يبدو أننا على موعد جديد مع موسم الوعود الكاذبة والابتسامات المصطنعة، موسم تتزين فيه الجدران بصور المرشحين أكثر مما تزينها إنجازاتهم، وتُرفع فيه الشعارات البراقة بينما يغرق الناس في نفس المشكلات التي لم يحلها أحد منذ عقود.
في دوائر كثيرة، عاد إلينا بعض المرشحين “المحنكين” الذين ظنوا أن ذاكرة الناس قصيرة، فقرروا خوض التجربة للمرة الثالثة، بعد أن فشلوا مرتين في أداء دورهم، لكنهم نجحوا بامتياز في أداء دور آخر: خدمة الأقارب والمحاسيب، وتوزيع المنافع على البطانة، حتى أصبحت النيابة بالنسبة لهم باب رزق ومشروع استثماري مضمون الأرباح!
أما النجم الجديد في هذه المسرحية فهو المرشح القانوني الذي باع نفسه قبل أن يبدأ السباق، حين دفع به أحد المنافسين الأقوياء إلى الترشح فقط لتفتيت الأصوات. تخيلوا مرشحًا يدخل الانتخابات وهو يعرف مسبقًا أن مهمته أن يخسر! ومع ذلك يتحدث بفخر عن “مبادئه” و“موقفه الوطني” وكأنه بطل من فيلم سياسي فاشل!
وفي الكواليس، يظهر جيش المستشارين واللجان الإلكترونية، يوزعون الإعجابات والمدح كما لو كانوا يوزعون بطاقات تموين انتخابية، ويملؤون صفحات التواصل بعبارات منسوخة وإنجازات خيالية، بينما لا يملك مرشحهم خطة واحدة واضحة لما بعد الفوز، سوى الجلوس على المقعد والتقاط الصور الرسمية.
أما الناخب البسيط، فقد صار أكثر وعيًا وسخرية؛ يتابع المشهد من بعيد ويبتسم، يدرك أن نفس الوجوه التي خذلته بالأمس تعود اليوم بنفس الوعود، وأن المسرحية تُعاد كل خمس سنوات بتغيير طفيف في اللافتات فقط.
وفي النهاية، لم تعد انتخابات مجلس النواب ساحة لتنافس البرامج، بل عرض كوميدي طويل يزداد سخفًا كل دورة، لا ينقصه سوى أن تُكتب على لافتاته جملة:
“إعادة للموسم السابق.. نفس الأبطال.. نفس النهاية!”



