ربما لم ننشر بشكل موسع عودة الأستاذ الدكتور هشام البدرى ” العالم الدستورى الكبير ” أستاذ ورئيس قسم القانون العام بكلية الحقوق جامعة المنوفيةو المحامي بالنقض والإداريةالعليا والدستورية العليا, والذى عاد الى عرينه أستاذا ورئيسا لقسم القانون العام بكلية الحقوق جامعة المنوفية منذ منتصف الترم الأول للعام الدراسي الجامعى .
وقد نشير هنا إلى قامة وعالم كبير يقضى يومه في الأبحاث العلمية القانونية والتدريس بالجامعة ومكتبه ” مجموعة البدرى للإستشارات القانونية والمحاماة ” الذى يأتي اليه القضايا من جميع ربوع مصر والوطن العربي فالحياة بالنسبة للعالم الجليل الأستاذ الدكتور هشام البدرى ، حياة من أجل العلم والبحث ورغم حصوله على الأستاذية عقب الدكتوراة لم يتوقف عن إستكمال رسالته العلمية وتجده غارقا يوميا في البحث الذى يتصل بشكل أو بآخر بالعلم والدين والتنوير والعقل والعقلانية والفلسفة والأخلاق والسياسة ورأس المال البشري والمجتمع والبيئة، بهدف جعل القانون في النهاية ذات صلة بحياتنا اليومية، لتصبح في المنظور العام طريقة ناجعة تستخدم كعلاج لمشكلاتنا التي لا تنتهي.
نعم حياتنا اليومية التى تم تجريفها من كل شيئ وأصبح حمو بيكا وحسن شاكوش عنوانا لواقع مرير تم فية القضاء على العلماء والباحثين ،وتلك هى الحروب التى لم تكن بالسيف والمدفع , حروب ممنهجة بقصد تقديم السفهاء على العلماء في عالم الدول الثالث تلك الدول التى يتم فيها جهرا ودون حياء من هم على درجة سفيه بل وصل الحال إلى منح السفهاء شهادات تقديرية من تلك الدول التى تم غزوها فكريا وفتحها بالطبله والدف لتصبح دول خاوية عن مفهوم العلم والعلماء .
حتى ساد المجتمع معطل علميا ولم تعد دراسة العلوم في الكليات كافية وهناك فروق كبيرة بين العالم وخريجي الجامعات ويعد كل شخص لم يحصل على درجة الدكتوراة من الكليات البحثية التى تدرس البحث العلمى “جاهلا ” وتلك هي حقيقة .
ومع هذا العطل الفنى في مجتمع يتسيده حمو بيكا وحسن شاكوش ، أجد العلماء ومنهم الأستاذ الدكتور هشام البدرى لهم نظرة متفائلة ، في تجاوز مصاعب حياتهم، من خلال تناولهم قضية تلك الظاهرة بموضوعية من زوايا ثقافية وفلسفية وعلمية ، معززة بالأرقام والإحصائيات، وبقدرات فكرية وحجج قوية وبارعة ودقيقة تدل على أن هناك تعطيل للعلم والفكر وليس تغيبا لأن المغيب هو شخص فاقد الوعي , أما المعطل هو شخص يعى ما حوله وغير قادر على فعل شيئ .
من المحاور الرئيسة التي تدور حولها نظرية التعطيل والتغيب ، التي تشعرنا على نحو رائع في تناول تلك القضايا إعلاميا ، وما يمكن أن يترتب عليها من تقدّم السفهاء على العلماء في مجتمع معطل علميا تورتب علي ذلك عطل فنى في جهاز الإنسانية وهو عطل من صنع الإنسان لنفسه.
وخسارة العلماء من خلال تهميشهم إجتماعيا يعد تغيب للمجتمع وأعطاء مساحة كبيرة وفترة زمانية لاستدامة العطل ليصبح تغيبا كاملا ، لأن العلماء لديهم مقترحات علمية وفكرية قادرة على إصلاح و محو التعطيل والتغيب .
يرى المتناظرون في تلك القضية الشائكة أن المجتمع المعاصر، يقع فيه الإنسان ضحية نفسه، نظراً لغلوه في استخدام أدوات التعطيل وتقديم السفهاء على العلماء وعلي الشباب ، أن يستفيق قبل فوات الأوان، ويدرك أن « العلم والعلماء » هم أهم الحلول للخروج من دائرة العطل والتغيب وهل على أصحاب الرسالات التفاؤل بجيل جديد قادم يحمل مشاعل العلماء في مجتمع بحاجة ملحة الى العلم والعلماء – فهل سوف تختفي الأبحاث برحيل أصحاب تلك الرسالات وتغيب المجتمعات من خلال برواز صنع لتلميع السفهاء وتمجيدهم وهو نفس البرواز الذى يهيل التراب على علماء تلك الأمه