قراءة في المشهد الانتخابي القادم بدائرة المراغة

بقلم: ياسر أحمد إبراهيم
صراع الحشد العائلي والخبرة السياسية وصوت الشباب يشتعل قبل ساعات من الاقتراع
تتجه أنظار أهالي دائرة مركز ومدينة المراغة بمحافظة سوهاج إلى صناديق الاقتراع خلال أيام قليلة، وسط حالة من الترقب والتشويق مع اشتداد المنافسة الانتخابية بين عدد من أبرز المرشحين الذين فرضوا أنفسهم بقوة على الساحة.
وتشير القراءة الأولية للمشهد إلى أن الجولة الأولى قد لا تحسم النتيجة من المرة الأولى، في ظل التقارب الكبير في الشعبية بين الثلاثي الأبرز: مزيرق، وشكيب، واللبني، إلى جانب عدد من المرشحين الطامحين في اللحاق بالمنافسة، الذين يراهنون على الساعات الأخيرة قبل بدء التصويت، أملاً في تحقيق مفاجأة انتخابية غير متوقعة.
مزيرق بين الثقل العائلي وشائعات المال السياسي
يعتمد مزيرق على رصيده العائلي الممتد وقاعدته الجماهيرية الكبيرة داخل القرى والنجوع، مستندًا إلى تاريخه في العمل الخدمي والاجتماعي.
ورغم ما يتمتع به من حضور شعبي لافت، إلا أن حملته واجهت خلال الأيام الأخيرة شائعات تتعلق باستخدام المال السياسي ومحاولات التأثير على الناخبين عبر جمع البطاقات، وهي مزاعم لم تتأكد صحتها بعد، لكنها أثارت نقاشًا واسعًا في الشارع السياسي، بينما يسعى أنصاره إلى نفيها والتأكيد على نزاهة أدائه الانتخابي.
شكيب.. خبرة تنظيمية وتحالفات عائلية ممتدة
أما شكيب، فيراهن على خبرته السياسية والتنظيمية وقدرته على إدارة الحملات الانتخابية بكفاءة، مستندًا إلى رصيد خدمي سابق داخل الدائرة.
كما يستفيد من شبكة العلاقات العائلية والمصاهرة التي تربطه بعدد من القرى المجاورة مثل أقصاص، والأخيضر، والجزازة، بالإضافة إلى مدينة المراغة، ما يمنحه قاعدة تصويتية متماسكة قد تضعه في موقع قوي عند الإعادة.
اللبني.. رهان الشباب والحصان الأسود
أما اللبني، فيواصل تعزيز حضوره بوصفه الحصان الأسود في السباق، معتمدًا على دعم فئة الشباب والمثقفين، وشعارات تدعو إلى التغيير وتجديد الدماء في الحياة البرلمانية.
ويرى مراقبون أن تصاعد شعبيته في بلدته الغريزات والنجوع التابعة لها، قد يدفعه إلى منافسة حقيقية على مقعد الإعادة مع أحد المرشحين التقليديين.
تحديات الجغرافيا وتراجع فرص بعض المرشحين
ويرى متابعون أن عدم وجود مقرات انتخابية لبعض المرشحين المقيمين، في المناطق الجبلية والغربية من الدائرة يضعف من تواصلهم المباشر مع الناخبين، ويؤثر سلبًا على فرصهم في حصد أصوات مؤثرة خلال الجولة الأولى.
ختام المشهد.. سباق مفتوح حتى اللحظة الأخيرة
وبين الحشد العائلي، والخبرة السياسية، وصوت الشباب، يظل الناخب المراغي هو الفيصل في تحديد ملامح البرلمان المقبل.
ويُجمع المراقبون على أن دائرة المراغة تتجه نحو معركة انتخابية هي الأشد سخونة في صعيد مصر، مع ترقب واسع لما ستسفر عنه النتائج، حتى يُسدل الستار على سباق يختبر فيه المواطن وعيه واختياره بين الماضي والخبرة والطموح الجديد.




