
نقطة نظام ولمبة حمراء ..
عشوائي في زمن الحسب والنسب
✍️ بقلم: رزق جهادي
قد يستغرب البعض من هذا العنوان الذي يحمل في طياته معاني تمس شريحة واسعة من الشباب العربي، أولئك الذين تحطمت أحلامهم في ظل واقع عربي ما زال قائمًا على القبلية والمحسوبية أكثر من اعتماده على الكفاءة والجدارة.
فإذا ما عدنا إلى أصل المشكلة، نجد أن المحسوبية أصبحت حاجزًا ضخمًا بين طموحات الشباب والواقع المرير، وأضحت سببًا في تحويل الشخص الناجح إلى فاشل، بل قد تدفعه أحيانًا إلى طريق الإجرام واليأس.
وهذا – للأسف – هو الفارق الجوهري بين المجتمعات العربية والمجتمعات الغربية.
فكما قال العالم الكبير الدكتور أحمد زويل – رحمه الله –:
“في العالم العربي، يطاردون الناجح حتى يفشل،
أما في الغرب، فيدعمون الفاشل حتى ينجح.”
ومن هنا يتحول المجتمع الغربي إلى مجتمع منتج ومبدع، بينما تظل مجتمعاتنا – مع الأسف – مجتمعات استهلاكية يغيب فيها الإنصاف وتُقيد فيها الكفاءات.
تلك هي اللمبة الحمراء التي أردت أن أضيئها؛ علّنا نُنقذ ما يمكن إنقاذه من واقعنا، بعدما كثرت الشوائب بفعل قاعدة الحسب والنسب، وأصبحت أخبار الفساد والرشوة تتصدر المشهد.
ولو تتبعنا جذور هؤلاء المفسدين، لوجدنا أن معظمهم تولوا مناصبهم بفضل العلاقات لا الكفاءة.
إنها عودة تدريجية – دون أن نشعر – إلى عهد الحكم الملكي الذي تخلص منه الشعب المصري بفضل ثورة يوليو 1952، ثورة قام بها أبناء الشعب الحقيقيون من الضباط الأحرار وعلى رأسهم الزعيم الراحل جمال عبد الناصر.
ولكن المؤسف أننا اليوم نسير على النهج ذاته، وبذات المقدمات التي حاربناها بالأمس.
وفي النهاية،
هي رسالة ونقطة نظام ولمبة حمراء أردت إضاءتها أمام الجميع، لعلنا نراجع أنفسنا وأوراقنا، حفاظًا على وطننا من أي شرخ أو ثغرة قد تصيب نسيجه المتماسك.
وكل التحية والتقدير إلى القيادة السياسية الحكيمة التي أعلنت بوضوح الحرب على الفساد والمفسدين، وسعت إلى بناء دولة العدالة والكفاءة.




