في هذا الفصل من الرواية التى خلدت في خيالى اجد عندما أدون مشاهدى عن المصلحة ذات السمعة والصيت أتذكر مقولة سمعتها من أكثر من ثلاثين عاما ولم أنساها .. سمعت الفنان العملاق ،الذي لم يتكرر محمود مرسي، في مسلسل “أبو العلا البشري” وهو يصف الفساد قائلا”: ….زمان كان الفساد في صورة موظف يختلس من عهدته أو موظف يأخذ رشوة…. ولكن الفساد في هذا الزمان أصبح بمثابة مراوح مثبت عليها سكاكين تدور في كل اتجاه” .
ويتضح من هذا الحوار أن الأيام التي يتحدث عنها مؤلف هذه الدراما على لسان الممثل هي الأيام التي انقضت قبل أكثر من ثلاثين عاما !
فإذا كان الرجل قد وصف الفساد قبل أكثر من ثلاثين عاما بأنه كان أشبه بمراوح مركب عليها سكاكين تدور في كل اتجاه، فكيف كان يمكنه أن يصف ما قام به الرباعي محجوب وشملول وشلبية والبطريق ؟
يقول الفيلسوف (فولتير) أن الأمم يقودها هؤلاء الذين يقرأون ويكتبون ،فكيف يقود هؤلاء بعد كل ما عرفناه في مصلحتهم التى يكون مهمتها تحسين صورة دولتهم في الخارج وفي الداخل ؟
هل بإمكان مثل هؤلاء أن يصنعوا صورة ذهنية طيبة عن دولتهم أو مصلحتهم أو حتى عن شركة صغيرة ؟
هل يمكن لأصحاب الدكتوراه المضروبه أن يصنعوا أي تقدم؟
الكل يطلق سؤالا واحدا .. لماذا يصر رئيس المصلحة على الاحتفاظ بمحجوب عبد الدايم رغم كل هذا القلق الذى لحق بالمصلحة ؟
ولماذا يترك شملول المرفوض من الجهات الرقابية يمارس صلاحياته في المصلحة حيث تفوق صلاحيات رئيسه في القطاع الذي يتبعه ،وثالثة الأسافي أن هذا الشملول لديه عدد كبير من المخالفات لدى جهات التحقيق ؟
أنا شخصيا لا أصدق ما يقوله البعض من أن محجوب عبد الدايم بالذات يمتلك مستندات( ورقية أو صوتية أو فيلمية ) تدين كبير المصلحة وتضر بحاضره ومستقبله معا كما يقول هو !
وأظن أن هذا الكلام ناتج عن تهيئات يتولى إطلاقها محجوب نفسه تحت تأثير إحساسه بالخطر واقتراب مشهد الخلاص منه .. واتباعا لنظرية شمشون .
وعلى أية حال فأي حديث يدور في هذا الشأن وأي شائعات تطلق عن وجود علاقة مريبة فإن هذا يتغذى على حالة الصمت المريب من قبل الكبار في المصلحة وعدم تحركهم ضده حتى الآن .. ذلك الصمت الذي يأخذ الكثيرين إلى عالم الخيال والاستسلام لوساوس الشيطان !
فلا يتعجب أحد عندما يسمع كما سمعنا مؤخرا ضمن الشائعات التي طيرها البعض ولا ندري مدى صحتها أن كبير المصلحة قد تعرض للوم الشديد لدى أحد المسئولين الكبار بسبب ما قيل عن سوءات رجال حاشيته، و طالبه بفعل شيء تجاه الشخصين اللذان أصبحا رمزا للقلق الادارى في المصلحة، ولا تتعجب إذا قام الناس بتلوين الخبر وقالوا أن كبير المصلحة عاد إلى مكتبه في حالة عصبية شديدة موجها بعدم السماح لمحجوب عبد الدايم بعدم دخول مكتبه، ولا تستغرب إذا قيل لك أن محجوب قد هاج وماج معترضا على هذه التوجيهات ولسان حاله يقول “ما هكذا تورد الإبل يا كبير نا!” وأنه على الرغم من عدم انتمائه لفصيلة الإبل ،قد صعد إلى رئيس المصلحة مهددا بأنه لن يقبل أن يضيع وحده وأنه سيعلن على الملأ من الذي أمر بتلفيق القضية للفلاح الفصيح الرجل المكافح الذي لم يؤذي أحدا ولم يرتكب إثما سوى أنه حكى قصة الدب المظلوم الذي اضطر لقبول وظيفة أدنى بالمصلحة رغم أن هناك آخر يشغل وظيفة اكبر ويحصل على مخصصات أكثر ، وكل ما بدر من الرجل هو أنه قال في ختام القصة أن هذا الدب المظلوم الذي اشتكى حاله للجنة الأسود قد قبل بحكمها الذي قرر أن يبقى الحال على ما هو عليه، وأن المسكين أذعن للقرار بعد أن تأكد أن هؤلاء الأسود هم في الأصل مجموعة من الحمير ولكن مسوغات تعيينهم تقول أنهم أسود !
فإلى متى سيظل رئيس المصلحة صامتا حول هذه الحاشية؟ ذلك السكوت الذي يفتح كل أبواب التأويل على مصراعيها؟
متى سيبقى سؤال الكثيرين في هذه المصلحة بلا إجابة ؟
وإلى متى سيظل الحال هكذا داخل مصلحة وطنية عريقة على مرأى ومسمع من الجميع دون أن يتحرك هذا ولا ذاك ؟!
لماذا كل شيء في هذه المصلحة مبني على باطل ؟ لماذا تم تصعيد جميع الفاشلين في القطاعين الداخلي والخارجي معا ؟ لماذا سيدة مثل شلبية بهذه الدرجة من الفشل يوكل لها أمر قطاع مسئول عن مهمة خطيرة في الخارج وهي تحسين صورة الدوله ؟
ألا يوجد لديكم في القطاع أكثر من كفاءة مهملة ؟ وإذا كانت المصلحة قد قبلت بتعيين مدرسة تعليم أساسي في وظيفية إعلامية كبيرة فكيف قبلت بعد فشلها المثبت بالمستندات الموجودة بأيدينا بأن تصبح مسئولة عن قطاع بأكمله ؟!!
ألا يعد هذا قتلا للكفاءات بالإحباط واليأس؟؟!!
ألم تر يا رئيس المصلحة أن شملول ومحجوب وشلبية والبطريق ومن هم دونهم من أشخاص قد عجزوا حتى عن الدفاع عن أنفسهم بالكلمة سواء كانت كلمة مكتوبة أو مسموعة؟
فهل هناك إعلامي لا يجيد الكلمة حتى في الدفاع عن نفسه؟
كيف سيدافع عن بلده من لا يستطيع أن يدافع عن نفسه !!؟؟
ألم تر أنهم اضطروا لاستخدام الزعران والحشاشين واستخدام شخصيات من قاع المصلحة مثل “محفوظ طاهر” “وأبو الضوء’ .. ” وعم سلامة ” ليقوموا بالردح على السوشيال ميديا ونشر مواد بذيئة عن السيدات؟
هل هذه الشخصيات يا سيادة رئيس المصلحة هي نتاج العهد الشملولي الذي قمت فيه بقيادة المصلحة؟
هل هؤلاء هم صوت مصلحة كانت يوما مكانا لأصحاب الثقافة والفكر والقلم؟
لقد احتاج رجال حاشيتك إلى أيام وليال طويلة لكي يعدو مقالا واحدا للتعليق على سرديات استمرت أكثر من 45 يوما ثم تمخض الجبل فولد فأرا!
ألم تر أن منطق القيادات الكبيرة في المصلحة فيما كتبوه يشبه منطق الخنازير في رواية “مزرعة الحيوان” للروائي الساخر “جورج أورويل” وهو منطق لا يجد من يستمع إليه سوى بعض المغفلين والحمقى، منطق الخنازير الذين هم قيادات “مزرعة مستر جونز” التي أنتجها الخيال الساخر للكاتب العظيم التي احتلتها الحيوانات وطردت منها بني البشر إلى غير رجعة ، يقوم على تبرير كل شيء باستخدام المنطق الخنفشاري طبقا للمصطلح الذي ابتكره إمام الساخرين محمود السعدني. فالخنازير يأكلون البيض ويشربون اللبن من دون بقية الحيوانات من أجل تقدم المصلحة ورقيها وليس من باب التميز على غيرهم من الحيوانات !!!
وقيادات المصلحة المنكوبة يأخذون المكافآت السخية ويأكلون ما لذ وطاب وتأتي كل وسائل ضبط المزاج إلى مكاتبهم من أجل تقدم ورفعة المصلحة!!، والمساكين القابعون بعيدا في الأرياف يقيمون الندوات والفعاليات من جيوبهم لينالوا رضا محجوب وينشرون الإشادات والصور على الفيس بوك الذي حول الكثير من الجهلة إلى كتاب وصحفيين، ويشيدون بمحجوب وشملول بنفس الطريقة التي كان يتبعها صغار الحيوانات في مزرعة جورج أورويل، فالدجاجة تقول أنها – برعاية سامية من الرفيق نابليون وإدارة الخنازير الكرام – قامت هذا الأسبوع بوضع ست بيضات إحداهن ذات صفارين، والبقرة تقف شامخة وتقول نفس المقدمة حول رعاية الرفيق نابليون وتعلن أنها وضعت خمسين رطلا من الحليب خلال الأسبوع !
ورغم أن الفيس بوك لم يكن موجودا في زمن “جورج أورويل” إلا أن هناك تشابه كبير بين بيانات بغال المزرعة وبين بيانات قنصوه التي يشيد فيها بمحجوب عبد الدايم الذي لم تلد النساء مثله !
قنصوه يكتب، وشلبية البرجوازية تطلق الزغاريد ابتهاجا ببياناته الركيكة ولا تجيد فوق ذلك سوى مشاركة بيانات قنصوه على صفحتها ؟ فحيوانات جورج أورويل تعمل لخدمة الخنازير ورجال ونساء المصلحة خلقوا لخدمة محجوب. وشملول ،
وإذا كان محجوب لم يكتب حرفا في رسالة الدكتوراه ” التيك أواي” فكيف يكتب مقالات صحفية؟
ليعهد إذن بهذا الأمر إلى قنصوه الذي أصبح مصدر إلهام كبير لنا لكثرة الحماقات الأسلوبية واللغوية التي لم تفلح عشرة مراجعات في مكتب محجوب في إخفاء عوراتها .
لن يفلح قنصوه ولن تفلح تلك العجوز الشمطاء التي تم استدعاءها من خارج المصلحة لتساهم بشكل غير مباشر في الدفاع عن الحماقة والجهل .
لم أكن أنوي أن أكتب عن محجوب وشملول هذه المرة لأني كنت في انتظار القطار ليسرد لنا ما في جعبته حول قصص الفاطمات فيما وراء البحار ولكن يبدو أن الأخ قنصوه الركيك قد تحول إلى منجم استراتيجي لنا وأننا سنستفيد من بياناته التي أسعدت محجوب وشملول وجعلت شلبية تطلق الزغاريد حتى منتصف الليل وتذكرني بمسرحية اسمها فرحة العبيط the idiot delight .
مقال قنصوه الركيك الذي تم تجميع فقراته من على جوجل وعجز صاحبه عن تركيب فقراته على بعضها البعض هو أكبر فضيحة لأنه يبين أن صاحبه فقير اللغة والفكر ويقوم باستخدام نصوص لم يكتبها بقلمه ويقوم بتركيب فقرات على بعضها دون أن يدرك أن الفلاح الفصيح نفسه لن تنطلي عليه هذه الفهلوة، ويقوم باستدعاء إمام جليل ويحشر اسمه وأقواله في مقال مهلهل خايب مثله !
متى كان الإمام الشافعي نصيرا للأغبياء والحمقى ؟ وهل يجوز اللجوء إلى تراث الإمام العظيم من أجل الدفاع عن محجوب الذي رآه زملاؤه قبل أيام قليله على الفيس بوك وهو يأخذ وصاياه العشر من الحاج سردينه؟!! وينشر صوره مع اغاني المهرجانات ذات المعاني الهابطة الخاصة بجيل “الشيكي دودو” …من المؤلم جدا أن نرى الذين تربوا على تراث ” بحبك يا حمار ” و يا “راكب العجلة حاسب ع الوزة” مثل محجوب وقنصوه وشلبية والبطريق في سياق واحد مع إمام الدنيا كلها تأكل بعلمه .
وكيف يتم استدعاء تراث الإمام الجليل للدفاع عن محجوب الذي نزل يركض من الطابق الثامن إلى البدروم لينقذ محفوظ طاهر وهو يدخن الحشيش من قبضة رجال أمن المصلحة ويقوم بتمزيق المحضر الذي كتبه رجال الأمن ضد صديقه الحميم !
تراث الإمام ليس العلاج المناسب لسمعة لمن يحمي الحشاشين وكان يجب على لجنة إعداد المقال الركيك أن تستدعي تراث أحد أرباب ” الغرز ” ليليق بتاريخ محجوب!
هذا المقال لم يكتبه شخص واحد وأظن أن شلبية رغم فقرها اللغوي والفكري قد شاركت هي الأخرى في عملية تأصيل المثل باستخدام المقابل الانجليزي له الذي لا تزال تتذكره من خلال مهنتها الأساسية كمدرسة ابتدائي وبحكم تخصصها الدراسي !
وختاما فقد أوشك المشهد الدرامى فى تلك المصلحة على الإنتهاء ولم يبق إلا القليل .. وسيصبح هؤلاء عما قريبا جزءا من ماضى حزين عاشه الشرفاء من أبناء تلك القلعة العملاقة !!!