يسألني صديق عن التعليقات العدائية في مواقع التواصل.. بين البلاد العربية..
تُطلق شائعة أو موقف، يتبناه مشبوه، ثم يتبعه الآلاف.. شتائم وردح يأساليب تدل على مركب نقص وشعور بالدونية والإحباط، وعلى نتيجة أساليب التعليم والإعلام في البلاد العربية..
كلام فارغ لايمت للحقيقة بأي صلة.
وكلما انطفأت فتنة ، أشعلوا غيرها ؟!
قلت:
هكذا الشعوب العربية ؛ مأزومة، وتفكيرها من نخاعها الشوكي .. عاطفيه يهيجها موقف، وتطفؤها العواطف الأخوية الراسخة . ومن يبدأ في إطلاق الشرارة يعرف درجة عواطف العربي، ولا يمتلك ذلك الذكاء، وإلا لما أتعب نفسه في إشعال نار تعود بلهيبها عليه. وتوقض القوة النائمة في داخل الجسد العربي.
دعونا نعترف:
في داخلنا عواطف صادقة .. وبعضنا عواطفه كاذبة، نتيجة قصر نظر، أو تراكم مشكلات خاصة.
عواطف صادقة من أصحاء، وكاذبة من مرضى يحتاج بعضهم إلى تنوير( هذا دور الإعلام العربي)، وبعضهم يحتاج لعلاج، لأن أولئك البعض – الأخير – كشفوا للناس في مواقع التواصل كم هم بحاجة لعلاج في المصحات النفسية والإجتماعية. ودور التثقيف والوعي. وإيصال الحقائق لهم.
طبعاً؛ الوعي لايكتمل بسهولة ، ولكن من المؤكد أن التحرك الاعلامي وكل من له علاقة بتعزيز وعي الشعوب العربية ؛ سيسرع من اتساع الأدمغة.
لابد أن يعرف الناس درجة المرض و التخلف والشحن، وكمية المشاكل الخاصة؛ والعقد المتراكمة، عند من يطلق فيديوهات أو تغريدات أو ( كومنتات) عدائية.
عرب وينتمون للإسلام يتبنى بعضهم مهمة ” الصهيوني الوظيفي “.
أي يقومون بتنفيذ مهمة الصهاينة .
لا أشك لحظة ؛ في إنطلاق الشائعات العدائية بين العرب، أو التقاط المواقف وإلباسها شكل مناسب لتكون منطلق للردح والشتيمة بين العرب.
لا أشك أن التشكيل من عدو للعرب ، والتنفيذ ” صهيوني وظيفي”، أو صهيوني يلبس الجلباب العربي!
وكما يظهر لنا في مواقع التواصل ؛ كما يوجد من يخدم الصهاينة بعلم أو بدون علم ، يظهر شرفاء نبلاء أولاد وبنات أصول ينشرون الوعي، ويؤكدون على اللحمة العربية، وعن أدوار الأعداء في محاولات تأجيج العداء بين العرب، مستخدمين مواقف تافهة، لاتستحق المناقشة – أصلاً.
السؤال : لماذا الحملات العدائية تتركز على السعودية ومصر؟
الإجابة ليست صعبة على من يفكر قليلاً.
أما السؤال الذي تحتاج إجابته إلى تفسير؟
هل في داخل مصر ودول الخليج، من يخطط دائماً، أو ينفذ خطط الأعداء، لتدمير العلاقة بين شعوب هذه البلاد؟
الإجابة، نعرفها من الأحداث السابقة.
فئة معروفة من أبناء البلاد، ومن عرب وعجم، داخل مصر وخارجها تحارب الحكومة المصرية ولا تتوقف عن إثارة الشعب المصري على حكومته.
ونفس المنهج والحال؛ موجودون في الخفاء بين شعوب الخليج.
والهدف معروف؛ النيل من مصر ودول الخليج بعد أن فشلوا في تحقيق أهدافهم منها في أيام ما كان يسمى بـ ” الربيع العربي”.
ويفشلون دائماً..
غالبية شعوب الخليج ومصر ، مايربطها أكبر من فتنة الأعداء، وسذاجة (البعض) ممن يلبس “طاقية” الصهيوني؛ بدون فهم وعلم.
اليوم؛ يسألني زميل وصديق، يقول أنه يرغب في زيارة مصر، ويستشيرني – يرى أنني خبير في مصر ومحب لها.
قلت له : أكيد..
ولكن؛ هل زرت مصر قبل ذلك؟
قال: لا.
قلت: هل زرت بوليفارد الرياض؟
قال: زرته وزرت جناح مصر فاشتقت لزيارة أم الدنيا لأتعرف على أصل الحكاية.
( هل المقصد والفرق واضح” )
فرق بين عقل من فكر في جعل مصر ظاهرة في قلب الرياض، ترسيخ للأخوة وتقدير لمصر والمصريين، وفهم في التكامل، والترويج السياحي.. ومن يعتقد اعتقاد بعيد لايفكر فيه إلا قاصري النظر والمعقدين والمنطوين على أنفسهم، ومن لايعرفون تطورات الدول، وما يجري في المحيط، ومن ترسخ في داخله بقايا شعارات مهترئة؛ تؤخر العرب ولا تقدمهم. والكارهين للسعودية ومصر .
وقدمت للزميل والصديق بعض نصائح مهمة عندما يزور مصر ، مذكراً إياه بأن الصدمة الأولى هي التي تجعلك تحب أول مكان تزوره أو تكرهه.
(أعتقد مقصدي واضح)..
وقلت، لايهمك كل ماتراه من هجوم علينا في مواقع التواصل، تلك فتنة لن تنقطع ، ولا تدوم ، يشعلها عدو؛ ثم يتسلمها أصحاب عقل تعيس، ودماغ بسيط.. “صهيوني وظيفي”. يخدم الأعداء دون أن يعلم.
نقطة ومن أول السطر:
قبل أكثر من ربع قرن، تنبأ رائد الدراسات الصهيونية في العالم العربي، الراحل عبد الوهاب المسيري، بالوصول إلى المرحلة التي قد يصبح فيها الإنسان العربي والمسلم “صهيونيا وظيفيا” يؤدي الوظائف نفسها التي كان يؤديها القائد العسكري الإسرائيلي أو التاجر اليهودي الموالي لإسرائيل.
سؤال : هل شاهد أحدكم أو سمع ؛ صهيوني من إسرائيل أو من العجم يهاجم السعودية أو مصر مباشرة، كما يفعل (البعض) من أبناء البلدين؟
زياراتي لمصر عديدة، واحتكاكي بالمصريين كثيرة جداً.. هناك نقاش – أحياناً -، إنهم يحبوننا ، ونحن نحبهم.
فلا يفرح العدو بما يراه من جدل، وترديد ما يطلقه (الصهاينة) من الغرف الخاصة بصناعة الشائعات والتقاط المواقف وتحويلها إلى عدائية بين العرب.
كل الحكاية؛ عوارض تزول .. وأثرها يزيد قوة في تلاحم الشعوب العربية. وتتزايد القوة عندما تكتشف الشعوب العربية أن حرارة الإختلافات سببها شرارة من الأعداء، ولكنها لاتصل إلى مرحلة الحريق المدمر للعرب كما يتمنى أولئك الأعداء.
نقطة..
العدو يردنا أن نبقى في جدال بيننا واختلاف، ويريد أن تتوقف عجلة التنمية والتطور في البلاد العربية.
لنحذر .. أزمة غزة ، كلنا نتألم لها، ولكنها لم تكن الأولى، فلسطين محتلة ليس من عام 1948 ، بل منذ أن أطلق بلفور وعده المشؤوم سنة 1917.
ومع كل أزمة ، يعيدونا للوراء، وعندما تنتهي حرب ، يشعلون أختها. والهدف واضح.
إذا ؛ علينا التوقف عن هذر الكلام والخلاف، ويجب علينا كشعوب أن نمنح الثقة في قياداتنا الوطنية لتتعامل مع أولئك.. فالحال تغيرت. ولايجب أن تتوقف عجلة التعاون وخاصة فيما يعزز القوة ، وفي مقدمتها؛ القوتان: الاقتصادية والعسكرية.