حرب أوكرانيا … هل إقتربت النهاية أم هي البداية ؟سنفعل كل شيء من أجل النصر، في خطاب وصف “بالناري” أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن شروط روسيا، موضحا تورط الناتو في التحرش ضد روسيا، مشيراً إلى خطة ألمانيا عضو الناتو إرسال مدرعات ليوبارد
-2 إلى أوكرانيا قائلا : “نحن لا نرسل دباباتنا لحدودهم، لكن لدينا الوسائل للرد” ويلوح بالرد القاسي، في وقت تعاني منها أوروبا الغربية من نقص في الموارد والطاقة، والبرد القارص، فيما عنونت لوحات حكومية في شوارع روسيا الاتحادية كتب عليها(حدود روسيا لاتنتهي في أي مكان) وتحتها توقيت خطاب بوتين”، أمر الكرملين جميع القنوات التلفزيونية الروسية ببث خطاب الرئيس بوتين إلى الأمة في 21 فبراير.
كما أعلنت بعض الدول الحليفة لروسيا (ايران ، الصين ، بيلاروسيا ، كوريا الشمالية ، فنزويلا ) انها سوف تقوم كذلك ببث الخطاب على قنواتها التلفزيونية، بغض النظر عن أن الجميع كان يتوقع أو ينتظر “إعلان حرب “، لكن برأيي خطاب بوتين كان من أقوى الرسائل الروسية منذ بداية الحرب، تجاهل بشكل كلي الحديث عن أوكرانيا ومصيرها ، إذا قرأت ما بين السطور سترى أن روسيا خططت للذهاب في هذه الحرب إلى ما أبعد من أوكرانيا، وملتزمة إلتزاماً راسخاً بمبدأ عالم متعدد الأقطاب مهما كلف الأمر، هي تحاول أن تجد لها موقع مرموق في العالم الجديد، أخطر ما قرره بوتين هو تعليق مشاركة روسيا في معاهدة الحد من الأسلحة الهجومية الإستراتيجية ودعوته الإستعداد للتجارب النووية، بوتين ينذر الناتو بعد زيارة “بايدن لإوكرانيا” والعالم ينتظر في ترقب بداية اندلاع الحرب الشاملة ، بوتين:يجب أن تكون وزارة الدفاع وشركة روساتوم على استعداد لاختبار الأسلحة النووية إذا قامت الولايات المتحدة بذلك أولاً، مستوى تجهيز قوات الردع النووي الروسي بلغ أكثر من 91%، اللواء 155 للحرس المنفصل البحري التابع لأسطول المحيط الهادئ التابع للبحرية الروسية في منطقة NMD، الغرب جهزوا 150 مليار دولار للحرب، بينما جهزوا 60 مليار دولار لدعم الفقراء في العالم.
مسألة ذكرى مرور عام علي بدء الضربة العسكرية الروسية في أوكرانيا، مسألة ضعف أو قوة روسيا موضوع آخر أظن أن الرهان على الوضع الاقتصادي الداخلي مرحلة تم تجاوزها، با أن روسيا وغيرها من الدول استفاد من فروق أسعار الطاقة، ويبدو أن روسيا بوتين تغامر بكل شي من أجل تحقيق هدفها، زيارة غير معلنة لكييف، لا ندري أهدافها الحقيقية، هل هي رسالة دعم وتاييد صريح لزيلينسكي، أو أن الرئيس الأمريكي ذهب لاقناعه للمصالحة، والردوخ لشروط قيصر روسيا، خطاب بايدن من بولندا أكد عزم الولايات المتحدة على “منع روسيا من تحقيق طموحاتها ومن إبتلاع أوكرانيا وتقليم أظافرها في مولدوفا وأوروبا”، خطاب حماسي تحفيزي خالي من الدعم الملموس على أرض الواقع، بينما يتحدث الرئيس الأمريكي الحرب دائرة دون هدنة، أو على الأقل إيجاد نقط تلاقي بين الطرفين، وأوروبا في مأزق، بين اندلاع الزلازل، التعافي من فيروس كورونا، ارتفاع أسعار الطاقة للجنوني، هروب الصناعات الإستراتيجية خارج حدود القارة العجوز لارتفاع تكلفة الطاقة .
دون شك العالم شرقا وغربا في منعطف خطير، وفي أي لحظة ممكن أن نشهد تصعيد و “مواجهة عالمية” في شرق أوروبا لايعلم أحد إلي أين ستصل، وكل ذلك يعتمد على إنخراط الصين في دعم روسيا رسمياً، الاستخبارات النرويجية، فيما تم إرسال الأسطول الشمالي الروسي المزود بأسلحة نووية تكتيكية إلى المياه الدولية لأول مرة منذ 30 عامًا، تصريح قائد الناتو اليوم : نحن قلقون من أن الصين ربما تخطط لتقديم أسلحة فتاكة لروسيا ، أو ربما تنتهي الحرب بمصالحة حاسمة تعيد العالم إلى هدوء ما قبل 2020 برعاية الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، العالم أصابه إرهاق الحرب، الجنود من الطرفين بداؤا في فقد الشغف من الإرهاق وطول الفترة، والشعوب هي الأخرى أصابها الملل من امتداد الحرب التى أثرت على إقتصاديات العالم بالكامل، وبالتالي بدأ الجميع في محاولات إنهاء الحرب بأسرع طريقة، روسيا باجتياح كامل لأوكرانيا قبل انتهاء فصل الشتاء ، أو الغرب ممثلاً في الناتو يضطروا المشاركة في الحرب بقواتهم لهزيمة روسيا مما ينذر بحرب عالمية.