في ظل ضبابية الرؤية ستكثر الشائعات، وسيتم تمرير العديد من الأخبار المفبركة التي تسوق الرأي العام المصري إلى فقدان الأمل، والثقة في كل من حوله ، تدفع الجميع دون استثناء إلى الهاوية، بهدف زعزعة الاستقرار، وتعطيل مسيرة البناء، أصبح كل شئ مباح عند المروجين وأصحاب الأبواق الإعلامية، هناك من يعملون في الحقل السياسي والإعلامي، المحزن أنهم يعيشون في عالم موازي، لا يدركون طبائع وحقيقة الأمور، ولا يدرون خطورة مسؤلية الكلمة، والتحقق من الخبر، والأدهى هي المكابرة والمعاندة المستمرة لدرجة قد تصل بهم لمرحلة الصدمة باليقين بأنهم لم يكونوا سوى”مصلحجية” ناس طيبين على باب الله، تتغير مواقفهم، وخطابهم الإعلامي طبقا لمصلحة من اوكلهم، بغض النظر عن مصلحة الدولة، هم فقط ساقتهم الصدفة أو ربما الوسطة للعمل في الحقل السياسي والإعلامي، فلا عجب أن تجد العديد من الأحزاب السياسية، الوسائل الإعلامية تعتبر ميراث عائلي أو حقر لعائلات وأسر وأفراد بعينها من باب الوجاهة الاجتماعية، أو إدارة بعض المصالح التجارية والاقتصادية لهم، باب رزق .
سأصر علي القول أن حقيقة الأمور تخفي علي غالبية الرأي العام والشارع للمصري، الاغلبية المشتتة بين من يؤيد بمغالاة ، وبين الرافض لكل ما يحدث بتطرف، الرافض للحوار، من يعارض خوفاً علي ما قد تؤول إليه الأمور من سوء ، وأغلبية صامتة أسلمت أمورها لله بعد أن أنهكتها الحيرة، وضبابيك المشهد، وحجب الحقائق، لاشك لسنا الأسوأ حالاً بين الأمم والدول في العالم، نحن الأشجع في طرح مشكلاتنا علانية وبصراحة مفرطة، صار كل شيء مباح للإعلام، ومادة ساخنة يومية، شغلت عقول وتفكير المواطن، واضفت روح من اليأس والتشاؤم، ان الوضع لا يمكن انقاذه أو تغييره وأنه لا أمل في النجاه.
الخوف من المجهول يستولي علي تفكير الحائرين، وهو مايغذي مناخ الشائعات، ويجعل البيئة خصبة للتطرف، يظل هناك إصرار مريب علي ترك الناس نهباً للقلق، وعدم الفهم والوعي، والتوضيح الحقيقي لما يجري من إنجازات ما كانت لترى النور بدون إرادة سياسية حكيمة، تعلم الواقع جيدا، وتعمل طول الوقت لتغييره إلى الأفضل، تسعي جاهدة لاقامة دولة العدل والتنمية والتعايش السلمي والمواطنة، وتسعى لتحقيق حياة أفضل لكل المواطنين في ظل منطقة باتت مطمع لكل الطامعين لنهب خيرها.
كثيراً ما أوضحنا بأن ما يتردد في العلن ليس بالضرورة يتطابق مع ما يجري في دهاليز السياسة، فالغرف المغلقة لها أسرارها، الميديا العالمية والمحلية ستوجه رسائلها لدفعك لتصديق مايهدفونه ولجعلك تتبناه وتردده دون تفكير، فتوجيه آلة الإعلام لأمر معين يرسخ لدي القارئ في وعيه مع التكرار أنها الحقيقة، نواجه تحدي غير مسبوق، حروب من نوع آخر صنعتها التكنولوجيا الحديثة، لكن ماذا سيفيد مصر أن تقلق أو تخاف ؟
فقدرها كان دائما أنها الشقيقة الكبرى لكل العرب، تمرض ولا تموت، والتاريخ شاهد على عبقريتها، فيجب ان نتسلح بالوعي ونفهم ما يدور حولنا، دعونا ندرك حقيقة ما يدور حولنا بعقلانية، ونتسلح بالوعي الإيجابي دون خوف أو تهويل، ونعد أنفسنا لكل سيناريوهات التضليل، ونصنع من أنفسنا وسيلة إعلام مضاد، هادف، يحمي ويرعي مصالح وطنه، ويدرك ويأمن بقيمة ما يصنع لوطنه.
ما يحدث حولنا لا يعني أن نغفل ما نواجهه في الداخل من تحديات أغلبها اقتصادية، وقلنا أننا نحتاج وقفة موضوعية نتبين فيها ماحدث وكيف السبيل لإعادة الإصطفاف كما كان قبلاً، نستلهم روح انتصارات 73، هذا ليس وقت كيل الإتهامات والتخوين، فلنتماسك ونفكر كيف السبيل للخروج مما نحن فيه، كي نكشف حقيقة ما يدور هناك ويدبر لمنطقتنا ولمصرنا، وضرورة تفادي التعليقات السلبية المليئة بالهجوم علي رأس الدولة وجلد الذات بشكل مريع والخوف المبالغ فيه، مصر تحتاج لقوتها الناعمة من مفكرين وأدباء وكتاب حقيقيون، وليس لإعلام مصطنع أثبت فشله أكثر من مرة.
شئت أنا أم أبيت أقف خلف مصر وأؤيد قيادتها المنتخبة باغلبية شعبية، وأدعو كي تعبر مصر أزمات متلاحقة وتحدي مقلق وأملك الحق لأنتقد أداء الداخل دون وجل أو تخوين، فالدعوة للحوار كانت من أجل الوطن، واثق في ذلك.
حماكي الله يا مصر