400 يوم قضاها مجموعة من الشباب لتقديم مبادرة الأولي من نوعها بعنوان”شارع أليف” والتي تستهدف التوعية بحقوق الحيوان من كل الجوانب، وتقديم مشروع قانون “رعاية وحماية الحيوان في مصر” الذي قدم للمجلس بتوقيع 10 % من النواب، وحضر إطلاق المبادرة التي أٌقيمت تحت رعاية وزارة الزراعة والثقافة والتخطيط وحزب العدل بحضورعدد كبير من الشخصيات العامة ورموز السياسة والفن في مصر، منهم الدكتور يوسف الورداني، مساعد وزير الشباب والرياضة، ودكتور حسين أباظة الخبير الدولي للبيئة والمنشد الديني محمود التهامي، الفنانة ناهد السباعي، والفنانة صفاء جلال، والفنانة دانا حمدان، المطرب محمد رشاد، وممثلين عن عدد من الوزارات والجهات التنفيذية والأزهر الشريف ومنها وكيل الأزهر الشيخ محمد التهامي، وعدد من قيادات حزب العدل بالمحافظات المختلفة.
افتتح المؤتمر الإعلامي حسام الأمير موضحًا أن تزامنًا مع تخصيص 2022 عامًا للمجتمع المدني يجب التحدث عن حقوق الحيوان وليس الإنسان فقط وهو ما تدعو له جميع الأديان ويدعمه حزب العدل في مبادرة شارع أليف، بينما أعربت الفنانة ناهد السباعي التي تم تعيينها سفيرا للحملة، عن سعادتها بهذا الاختيارها، لأنها كانت تبحث دائمًا عن طريقة يتم بها الرفق بالحيوانات وتعليم الأطفال كيفية التعامل معهم، وأكدت على أهمية تربية وتعليم النشء على الرفق بالحيوان وحسن التعامل مع تلك الكائنات، مؤكدة على أنها ستدعم المبادرة بكافة الطرق.
من جانبها أكدت زينة عصام مؤسس حملة شارع أليف، وأحد سفراء التنمية المستدامة بوزارة التخطيط على أن المبادرة تهدف إلى وقف قتل الحيوانات والعنف ضدهم وتربية الأطفال على التعامل الصحيح مع شريكهم في الحياة وهم الحيوانات للحفاظ على التوازن البيئي والمساهمة في تحقيق التنمية المستدامة، من خلال تنظيم العلاقة بين الإنسان والكائنات الحية الأخرى، خاصة في ظل العنف ضد الحيوانات والذي ارتفع بشكل كبير في الفترة الأخيرة إذ يتم سنويًا قتل ما لا يقل عن 500 ألف حيوان بدون ذنب مما يخالف الأديان والإنسانية وأهداف التنمية المستدامة.
وأكدت ” حملة شارع أليف تهدف إلى خلق مستقبل رحيم من أجل الحيوان والتعريف بواجب الإنسان نحو الحيوانات، للحفاظ على استقرار النظام الأيكولوجي، ومن ثم تغيير وجهة النظر السائدة بوحشية الحيوانات، ونبذ العنف تجاه الحيوان، وتشجيع الجهات المعنية بحقوق الحيوان، لتفعيل وتعزيز دورها من خلال تقديم المساعدة والإشراف والمتابعة، ذلك فضلا عن تشجيع سن القوانين الرادعة للعنف ضد الحيوان”.
واتفق معها النائب عبد المنعم إمام أمين سر لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب ورئيس حزب العدل والراعي الرسمي للمبادرة، مؤكدًا أن الدفاع عن الحيوانات هو دفاعًا عن مستقبل الإنسان فالحيوان هي شريك الإنسان على الأرض، معلنًا أنه تم تقديم مقترح لمشروع قانون “رعاية وحماية الحيوان في مصر” للمجلس بجانب دعم الجهات الرسمية والوزارات للمبادرة خاصة في ظل انقراض العديد من الحيوانات والطيور ومنها طائر العقاب رمز علم مصر وغيره من الحيوانات الأخرى مما يهدد التوازن البيئي ومستقبل السلسلة الغذائية.
واستعرض “إمام” أرقاما حول الحيوانات المنقرضة، ومنها على سبيل المثال أن عدد الحيوانات فى مصر 1952 نوع، حيث كان إجمالي أنواع الحيوانات المدرجة تحت خطر الإنقراض 153 نوع، كما تتضمن القائمة الإجمالية الأولية للطيور فى مصر عدد 381 نوع، حيث كان إجمالي أنواع الطيور المدرجة تحت خطر الإنقراض 14 نوع.
واستطرد أمين سر لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب الحديث عن القانون المقترح موضحا أنه يتحدث عن الترخيص والتطعيم الخاص بالحيوانات، والسعي لوضع اعتمادات مالية لذلك الشأن، كما أن الحملة تسعى إلى عمل مركزا لخدمة العملاء وتوعيتهم حول حقوق الحيوان.
وقال الدكتور يوسف الورداني مساعد وزير الشباب والرياضة إن الاهتمام بالحيوان لا يعود بالنفع على الحيوان فقط إنما على المجتمع كله، فالحيوان ليس له صوت يدافع به عن نفسه، ومن هنا جاء شعار المبادرة كن صوت من لا صوت له، وهو أمر في غاية الأهمية والإنسانية، موضحًا أن ذلك لن يتم إلا بدعم المؤسسات الرسمية والشخصيات العامة والفنية لخلق حالة من الوعي لدى المجتمع، وتلك المظلة توفرها مبادرة شارع أليف بشكل كبير.
في سياق متصل أعرب حسين أباظة المستشار والخبير الدولي لشئون البيئة، أن مبادرة شارع أليف تعد فرعًا من مبادرة كن سفيرًا للتنمية المستدامة وأن لتحقيقها لابد من تغيير تعاملنا مع الآخرين سواء بشر أو حيوانات.
أعرب الدكتور خالد سالم منسق الفتاوى في مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية عن سعادته للمشاركة في إطلاق حملة “شارع أليف” الخاصة بالتوعية بالرفق بالحيوان، ونقل تحيات وتهنئة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، الذي يدعم مثل هذه الفعاليات التي من شأنها إعلاء القيم الإسلامية السامية، وأضاف أن الله سبحانه وتعالى أعلى من هذه القيمة، ألا وهي قيمة حفظ الحيوان، حيث وصف الله الحيوان في القرآن بـ “الانعام” في إشارة لتلك النعمة، حيث أنها نعمة تستحق الشكر.
كما أضاف الدكتور أحمد المشد أحد رجال الأزهر الشريف أن العنف الممارس ضد البيئة والحيوان يولد عنف الإنسان ضد أخيه الإنسان، وهو ما نراه بالفعل حادثا الآن، وأشار أعضاء مركز الأزهر العالمي للفتوى الذين حضروا الفاعلية إلى أن جميع الأديان السماوية تدعو إلى الرفق بالحيوانات التي خلقها الله لتُعين الإنسان على الحياة والتي بدونها لن يستطيع الاستمرار في العيش.
وهو ما أكده المنشد محمود التهامي موضحًا إنه تربى وتعلم على يد مذهب الإمام مالك، الذي تطرق إلى عملية الرفق بالحيوان، ومسألة طهارة الكلاب التي أخذ بها ذلك المذهب، وقدم الشكر لرجال الأزهر لدورهم في التوعية في قضية الرفق بالحيوان، معربا عن أنه مر بموقف شخصي مع كلب حراسة كتب عنه على وسائل التواصل الاجتماعي ولاقى فيه هجوما شديدا، معربا عن الحاجة إلى مزيد من التوعية حول ذلك الشأن، وأضاف المنشد الديني أن القرآن الكريم والسنة النبوية قد أشارت في كثير من المواقف المختلفة إلى أهمية الرفق بالحيوان، مستشهدا بعدد من قصص الأثر المختلفة المتعلقة برعاية الحيوان.
وشدد أحمد عبدالحفيظ، رئيس وحدة الرفق بالحيوان، على أن الدولة تبذل جهودًا كبيرة للحفاظ على الحيوانات والتصدي لقتلها من أجل ضمان استمرارية البشر، ولكن أوضحت مؤسسة الحملة أن تلك البيانات الخاصة بالعقر تكون غير صحيحة، لانه لا يوجد دليل، وبالتالي يتم سم وقتل تلك الحيوانات دون دليل وهناك حلول اخري يمكن اللجوء إليها، فهناك العديد من الكلاب علي سبيل المثال يتم تحصينها من مرض السعار وعمل تعقيم لها سواء من خلال أعمال فردية أو جماعية للحد من التكاثر، ولذلك فكرة “شارع أليف” هي وقفة رادعة ضد أي عنف مخرب للبيئة والإنسان والحيوان.
واستكمل الحديث عبد الغني الجندي عضو المجلس الأعلى للثقافة، بأن الحيوانات لها فضل كبير على الإنسان وتعليمه فهي أول من علمه دفن الموتى، كما أن الحضارة المصرية القديمة ارتبطت بشكل كبير بالحيوانات، لذا يجب نشر الوعي بكيفية التعامل مع الحيوانات، وضمان التعامل بإنسانية في المذابح مع الحيوانات.
ثم تم عقد جلسة حوارية جمعت بين أحمد المشد وعبدالله سلامة عضوا مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، ويوسف الورداني وعبد المنعم إمام، وزينة عصام، وأدار الجلسة الإعلامي حسام الأمير.
دارت الجلسة حول أهمية ملف الحيوانات لإنه سيعود بالرقي على المجتمع وأهمية بناء الإنسان روحيًا ونفسيًا للتعامل برفق مع الحيوانات لأن العنف مع الحيوانات سيولد فيما بعد عنفًا مع البشر، لذا يجب الاهتمام بغرس تلك المفاهيم الإنسانية في الأطفال منذ الصغر، كما يجب تجريم نشر المشاهد غير الإنسانية لعمليات الذبح في عيد الاضحى لأنه يخالف الدين والإنسانية، ويتكون فريق عمل الحملة من النائب عبدالمنعم إمام وزينة عصام منسق عام الحملة ومحمد عزت وحسين هريدي واحمد سلمان وحسام العربي، وشارك في دعم الحملة كل من سلسلة فنادق تريومف وبيبسيكو.