يظن بعض الناس أن الدكتور محمد الباز “يتعمد الاصطدام من خلال أفكاره ببعض الثوابت الإسلامية , والبعض يصنفه على أنه إمتداد فكرى لفرج فودة ونصر حامد أبو زيد وسيد القمنى ونوال سعداوى وجمال البنا , ورغم أن هذا التصنيف غير صحيح تماما نظرا لأن المصنفين هم أصحاب أجندات والباز صاحب أفكار يطرحها ويبحث لها عن إجابة وسط أجواء دينية فضفاضة وسياسيات و أيدلوجيات أصبحت لا محل لها من الإعراب للمثقف قبل رجل الشارع .
وما يحمله عقل الباز هو نفسه ما يحمله عقل كل شاب جامعى انتهى من الماجستير والدكتورة ووجد نفسه مجرد مخزن من الأفكار المتراكمة ولا وجود لتفريغ حملة هذه الأفكار في الحياة اليومية السريعة جدا , اللهم إذا كان محاضرا يلقي بعضها في محاضرة وهنا عليه الأنتباه جيدا أن يطرح أى أفكار يتم تصنفها تحت أى سياسيات او عقائد .
والمعلوم عن الدكتور محمد الباز أنه أستاذ جامعى وكاتب كبير ومقدم برامج عمل رئيس تحرير لعدد كبير من الصحف الكبرى منها صوت الأمة وروز اليوسف والفجر والبوابة واليوم هو رئيس مجلس ادارة جريدة الدستور وجريدة الوطن .
له الكثير من الكتب والمقالات والبرامج التليفزيونيه ومع هذا نجده غير قادر على تفريغ حمولته الفكرية وعند أى محاولة لتفريغ أفكارة نجده يتراجع سريعا عن تفريغ شحنته الفكرية وبكل تأكيد أسباب التراجع معلومة لأن المجتمع رافض لفكرة البحث من الأساس وربما يعانى الكثير من العلماء نفس معاناة الدكتور محمد الباز , فمثلا ما حدث في احدى الجامعات عن أستاذ جامعى عاد من الخارج وهو يحمل مواد خام لبحث له في كلية الزراعة ووضع تلك المواد الخام في معمل وفرته الكلية له نظرا لارتفاع أسعار تلك المواد الخام وعند البدء في البحث وعمل المعادلات وجد ان عميد الكلية قام بالاستلاء على تلك المواد الخام بطرق خفية ودخول هذا الأستاذ الجامعى في العديد من التحقيقات المفتعله لإفشاله حتى لا يسبق أحد من أساتذه الكليه وعلى طريقة مسرحية ” المشاغبين ” والمشهد الذى سخر فيه الفنان حسن مصطفى من قيام مديرية التعليم بإرسال أستاذة حاصلة على الدكتوره لتعمل في مدرسة المشاغبين وكانت جملته الشهيرة ” مش عيب يابنتى الوزارة تجبلي مدرسه وحده معها دكتوره والناظر معاه إعدادية .
عرفت الدكتور محمد الباز عن قرب وأعرف أنه موسوعة تتحرك على الأرض يحمل الكثير من الأفكار التى تصارعه كى يفرغها ولكن أين المتلقي لتلك الأفكار .
هل لدينا متلاقي حقيقي لكم الأبحاث التى يختزلها عقل الباز وهل هناك متسع من الوقت كى نستمع ونتعلم ونرد الحوار بالحوار ونلقي عليه اللوم إذا لم يناقشنا في تلك الأفكار وسط مفاهيم غريبة تحوم حولنا تلك المفاهيم التى تتجه نحو اعلاء بنوك الحظ ونقدمها على بنوك المعرفة وللحديث بقية