زيارة الرئيس الجزائري إلى مصر.. 4 ملفات ساخنة على الطاولة
يجري الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون زيارة عمل إلى مصر يومي الأحد والاثنين، حيث يبحث مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي العديد من الملفات الثنائية والإقليمية.
تأتي الزيارة في ظل توترات تشهدها المنطقة العربية، خاصة على صعيد غزة ولبنان، وهي قضايا تتطابق فيها مواقف البلدين، التي تتباين جزئيا في الملف الليبي.
وفق أحدث تقرير أعده المكتب التجاري بالسفارة المصرية بالجزائر برئاسة الوزير مفوض الدكتور ياسر قرني، ارتفع حجم المبادلات التجارية بين مصر والجزائر خلال عام 2023، بنسبة 7% خلال عام 2023، ليصل لما قيمته 863 مليون دولار أي زيادة بنحو 58 مليون دولار، بعد أن كان حجم التجارة بينهما فقط 805 ملايين دولار خلال العام السابق 2022، وفقا للإحصاءات التي أصدرتها الهيئة العامة للرقابة على الصادرات والواردات.
وحققت الصادرات المصرية للجزائر معدلات زيادة للعام الثالث على التوالي لتصل قيمتها لأول مرة في عام 2023 لنحو 851 مليون دولار، محققة بذلك زيادة بمبلغ 150 مليون دولار، لتسجل نسبة زيادة وصلت إلى + 21.5 % ، بعد أن كانت 701 مليون دولار في عام 2022.
في الإطار قال السفير رخا أحمد حسن، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، إن ملف العلاقات الثنائية في مقدمة النقاش بين البلدين، والتبادل التجاري، إلى جانب التنسيق السياسي، خاصة فيما يتعلق بغزة ولبنان وسوريا.
وأضاف في حديثه مع “سبوتنيك”، أن المرحلة الحالية في ليبيا، وصلت إلى حالة الجمود، نتيجة تمسك الأجسام السياسية بمواقفها، في حين أن الملف يمثل أهمية بالنسبة للجزائر وليبيا، نظرا للاعتبارات الجغرافية بالنسبة للبلدين مع ليبيا.
المشهد الليبي
وتابع حسن: “هناك تطورات هامة على المشهد الليبي، وربما يبحث اللقاء إمكانية اجتماع دول الجوار، خاصة في ظل الحاجة الماسة لاستئناف الحوار من أجل الوصول إلى الانتخابات، والوصول إلى حل”.
وأشار مساعد وزير الخارجية، إلى احتمالية سعي مصر لتقارب بين الجزائر والمغرب، وإعادة فتح الحدود بين البلدين، إلى جانب النقاش حول الشعار الذي رفعته الجزائر في القمة الأخيرة بشأن لم الشمل العربي، والذي يتطلب إعادة النظر في العلاقات مع المغرب، خاصة أن الخلاف لا يستدعي قطع العلاقات.
الملف اللبناني
وتابع حسن: “أن النقاش حول الملف اللبناني مطروح على الطاولة، خاصة أن الجانب الإسرائيلي يضع الشروط غير القابلة للتطبيق بشأن وقف إطلاق النار، ومع ما خلفته الأزمة من تجديد لقادة حزب الله وتمسكهم بالثأر وكذلك بشأن تمسكهم باختيار الرئيس، ما يجعلها أزمة معقدة بشكل كبير، تحتاج لدعم سياسي واقتصادي وأمني”.
توطيد العلاقات الثنائية
من ناحيته قال البرلماني الجزائري بريش عبد القادر، إن زيارة الرئيس عبد المجيد إلى مصر تأتي في إطار توطيد العلاقات الثنائية.
وأضاف في حديثه مع “سبوتنيك”، أن اللقاء بين الرئيسين يناقش العديد من القضايا الإقليمية في مقدمتها القضية الفلسطينية واللبنانية، حيث يبحث اللقاء أهمية توحيد الرؤى والمواقف، والدفع نحو عبور المساعدات إلى غزة.
وشدد عبد القادر،على ضرورة التنسيق بين البلدين فيما يتعلق بالملف الليبي، والدفع نحو تنظيم الانتخابات، خاصة لما للدور المصري من أهمية في هذا الإطار، إلى جانب الملف السوداني، الذي يتطابق فيه الموقف المصري والجزائري بضرورة دعم المؤسسات السودانية ووحدة واستقرار السودان.
وتتمثل الصادرات المصرية للجزائر في المنتجات نصف المصنعة والمواد الأولية وبما يتماشى مع الاستراتيجية التي تنتهجها الحكومة الجزائرية منذ عدة سنوات في ضبط فاتورة الواردات، والحد من استيراد المنتجات تامة الصنع، والعمل على تنمية وتطوير القطاع الصناعي لديها في كافة القطاعات لتحفيز الإنتاج المحلي وجذب الاستثمارات الأجنبية.