فعالياتمنوعات و مجتمع

مجلة “القافلة” الثقافية في جلسة حوارية بجمعية الثقافة والفنون بالدمام

كتب سمير محمود

قبل أكثر من قرن من الزمان، وبمناسبة اجتماع لمناقشة قانون إنشاء أول نقابة للصحفيين تحت التأسيس بمصر في عام 1912، ألقى أمير الشعراء “أحمد شوقي – 1868- 1932” قصيدة مطلعها:

لِكُلِّ زَمانٍ مَضى آيةٌ

وَآيَةُ هَذا الزَمانِ الصُحُف

لِسانُ البِلادِ وَنَبضُ العِبادِ        

وَكَهفُ الحُقوقِ وَحَربُ الجَنَف

مات شوقي وعاشت قصيدته إلى اليوم، لكنني لا أدري بعد قرن كامل ويزيد، هل رُفعت الأقلام وجفت الصحف، بعد احتضار عديد من أعرق الصحف والمجلات واختفاء وتوقف البعض الآخر في معظم بلدان العالم، ولست متأكدًا لو أن شوقي بيننا اليوم، في عصر الذكاء الاصطناعي الراهن، وما سبقه من عصور الفضائيات والسماوات المفتوحة والبث المباشر والإعلام الرقمي التفاعلي، وصحافة المواطن الفرد، على خلفية انفجار ثورات تقنية المعلومات والاتصالات والإعلام معًا، وتنامي دور الانترنت في حياتنا، وصولًا لانترنت الأشياء، والانتشار الواسع لوسائل الإعلام الجديد ومنصات وشبكات التواصل الاجتماعي المختلفة، والصحف والكتب بأوعية إلكترونية، هل لو أمير الشعراء بيننا اليوم ممسكًا بهاتفه المحمول يراسلنا عبر تطبيق المحادثة الأوسع انتشارًا “الواتساب”، هل كان سيظل عند رأيه وموقفه أن آية هذا الزمان الصحف؟!

شخصيًا لا أعتقد أن الصحف بقت كما هي، ولا الزمان هو الزمان، فالصحافة التي عرفها العالم قبل أكثر من أربعة قرون، شهدت مراحل صعود وهبوط متعددة، كان آخرها في الخمسين سنة الأخيرة، التي بدأ فيها نجم الصحافة يأفل تدريجيًا في العالم أجمع، ولأسباب متعددة لا سياق للتطرق لها الآن، يكفي أن أبرز مظاهر هذا الأفول والتراجع حد الاحتضار والموت، اندماج بعض الصحف، وإغلاق البعض الآخر، وتغيير قطع بعض الصحف، وتوسيع الدورة الزمنية للنشر من شهرية إلى فصلية، وصولًا لإغلاق وتوقف بعض الصحف والمجلات  العامة واختفائها من السوق الإعلامية تماًما.

أما الصحف والمجلات المتخصصة في الثقافة والأدب والفنون والعلوم والاقتصاد والرياضة وغيرها من مجالات التخصص الواسعة، فالحديث عنها مؤلم، إذ لم تصمد بعض التجارب الصحافية الثقافية طويلًا وخرجت تباعًا من حلبة السباق والتنافس غير المتكافئة مع أوعية ووسائط الإعلام الجديدة، ومع ذلك بقت بعض التجارب الأخرى ذات الخصوصية الفائقة ومنها مجلة القافلة الثقافية التي أكملت بثبات عامها السبعين وصدر منها حتى الآن 700 عددًا.

وبهذه المناسبة، وضمن فعليات مبادرة الشرقية تبدع، تنظم جمعية الثقافة والفنون في الدمام، جلسة حوارية مساء السبت 18 نوفمبر الجاري، تضم كل من الكاتب الصحفي الأديب السعودي خليل الفزيع، والمثقف السعودي المعماري فؤاد الذرمان رئيس الهيئة الاستشارية لمجلة القافلة، والشاعر محمد الدميني رئيس تحرير القافلة الأسبق، والمصمم الفنان كميل حوا، ويدير الحوار الذي يقام على مسرح الجمعية، الإعلامي فايز الهرش.

أمسية ثقافية لها خصوصيتها، تعد بالكثير حول مسيرة تلك المجلة التي صدر عددها الأول وطبُع في بيروت عام 1953، ثم انتقلت لاحقًا للطبع في الدمام بالمملكة العربية السعودية في عام 1964، والمجلة ثقافية متنوعة تصُدر عن أرامكو السعودية كل شهرين، وتوزع بالمجان على القراء من داخل المملكة وخارجها.

يحضر الجلسة الحوارية عن مسيرة القافلة رؤساء تحرير المجلة السابقين، ولفيف من الإعلاميين والأكاديميين والقراء، ويمكن للمهتمين بالحصول على نسخ مطبوعة من المجلة، التواصل مع فريق تحرير القافلة عبر بريدها الإلكتروني  alqafilah@aramco.com كما يمكن متابعة أحدث أعدادها وموضوعاتها عبر موقعها الإلكتروني https://qafilah.com

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى