اقتصاد

إختتام فعاليات منتدى أستانا الدولي بمشاركة أكثر من ألف من القادة وكبار المسؤولين الدوليين

إختتم في العاصمة الكازاخستانية فعاليات منتدى أستانا الدولي الذي هدف لأن يكون منصة للمندوبين البارزين من الحكومات والمنظمات الدولية، فضلا عن رجال الأعمال والأوساط الأكاديمية وذلك للمشاركة في الحوار والبحث عن طرق لمواجهة التحديات العالمية الحالية، مثل المناخ وندرة الغذاء وتحديات أمن الطاقة.

وكان المنتدى سابقا يعرف باسم منتدى أستانا الاقتصادي، وقد تم تنظيمه من قبل حكومة كازاخستان لأول مرة عام 2008، ويعكس تغيير الاسم، النطاق الأوسع للموضوعات التي تمت مناقشتها في منتدى أستانا الدولي، وهدف لجذب أكبر عدد من الحضور والمشاركين منجميعأنحاءالعالم.

ويعقد المنتدى كل عام في أستانا بمشاركة أكثر من 8000مندوبمن100دولة.

وهدفت نسخة 2023 من المنتدى والتي أنعقدت تحت شعار “مهمتنا” إلى توحيد الجهود لمواجهة التحديات العالمية.
واستقطب المنتدى أكثر من 1000 مشارك من نحو سبعين دولة، من بينهم قادة ورؤساء دول ومسؤولون حكوميون ومديرون لمنظمات دولية، وأخرى متعددة الجنسيات.

واشتمل المنتدى على أكثر من 40 حلقة نقاشية وفعاليات جانبية تغطي عشرات الموضوعات والعناوين، مثل إعادة التفكير في السلام والصراع والنظام العالمي، ومستقبل التعددية، ودور الأمم المتحدة في ضمان السلام والأمن، وتغير المناخ والدبلوماسية الدولية والأمن، وآسيا الوسطى ودورها على الساحة العالمية وسط تحديات جديدة، بما في ذلك ندرة المياه وتنويع طرق التجارة في المنطقة، والفرص المتاحة في آسيا الوسطى لإعادة اكتشاف نفسها كلاعب عالمي رئيسي، وتحديث البنية التحتية للنقل والخدمات اللوجستية، والطاقة المتجددة وتطور أسواق الكربون في سياق حيادية الكربون، وتقييم التقدم المحرز في الاستعداد الصحي العالمي، والتعافي الاقتصادي وتدابير بناء القدرة على الصمود، وتأثير اضطراب سلاسل التوريد العالمية على الأمن الغذائي، والمستقبل المتعدد الأطراف، وتغير المناخ وأمن الطاقة والتحول الأخضر، واعتماد الإصلاحات الرئيسية في قطاع الطاقة.

وأكد المنتدى على أهمية الجهود الجماعية، والحاجة إلى الدبلوماسية والحوار والشراكات العالمية لتحقيق السلام والاستقرار الدائمين.

وتعليقا على إطلاق منتدى أستانا الدولي، قال الرئيس الكازاخستاني قاسم جومارت توكاييف، إننا نواجه اليوم، تحديات تاريخية في جميع أنحاء العالم لم نواجه مثلها منذ عقود أو أكثر، وتمثل هذه التحديات ضغوطا غير مسبوقة على المجتمع الدولي، وتخلق خطوطا فاصلة جديدة وتتحدى مبادئ العولمة والتعددية، وقد تم إنشاء منتدى أستانا الدولي للاستجابة لهذه التحديات، وإعطاء الأولوية للتعاون كمبدأ أساسي لنظامدوليفاعل.

وأشار إلى أن المنتدى هو مؤتمر دولي جديد سيكون أداة لإعادة بناء ثقافة التعددية على المستوى العالمي، والأهم من ذلك، سيوفر المنتدى أيضا وسائل جديدة لتضخيم الأصوات التي غالبا ما يتم تصغيرها، بالإضافة إلى مناقشة وجهات نظرها ومواقفها بشأن قضايا اليوم، وطرح حلولها الخاصة لهذه القضايا.

وحدد الرئيس قاسم جومارت توكاييف معالم وأسباب استضافة هذا الحدث، مؤكدا أن منتدى أستانا الدولي فريد من نوعه لأنه يوفر منبرا للقوى الوسطى العالمية لمناقشة وجهات نظرها ومواقفها بشأن قضايا اليوم، وطرح حلولها الخاصة لهذه القضايا.

وقال الرئيس الكازاخستاني إن منتدى أستانا الدولي قد تم تصميمه لمعالجة أربع قضايا عالمية رئيسية هي : السياسة الخارجية، والأمن والاستدامة، والطاقة والمناخ، والاقتصاد والتمويل، مضيفا أن السلام والاستقرار العالميين يتعرضان حاليا للتهديد بسبب التوترات بين القوى العالمية الكبرى، ولا تزال القضايا الدولية الأخرى، مثل نزع السلاح النووي وأزمة اللاجئين، تضغط على الأنظمة والتحالفات الدولية المهتزة، علاوة على ذلك، يستمر صعود القومية والحركات الشعبوية في العديد من البلدان في تعقيد العلاقات الدولية، ما يزيد من صعوبة إيجاد أرضية مشتركة بشأن القضايا التي تتطلب استجابة عالمية منسقة وأضاف أن التحدي الرئيسي الثاني الذي يتطلب التنسيق العالمي هو تغير المناخ، حيث إن عواقبه لها تأثير مدمر على الكوكب، مع ارتفاع مستوى سطح البحر، والظواهر الجوية المتطرفة، وفقدان التنوع البيولوجي، وكلها عوامل تؤدي إلى خسائر فادحة.

وأكد أن اعتماد العالم على الوقود الأحفوري يجعل من الصعب بشكل متزايد تقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري والتصدي لتغير المناخ، وقال إنه لا يمكن من جهة أخرى التغاضي عن الدور الحاسم لصناعة النفط والغاز في ضمان أمن الطاقة وفي تحول الطاقة، إذ يعتبر تحول الطاقة مسألة معقدة يجب التعامل معها بحذر لضمان عدم تخلف العالم النامي عن الركب.

وأشار الرئيس قاسم جومارت توكاييف إلى جائحة COVID-19 وقال إنها أدت إلى انكماش اقتصادي حاد على مستوى العالم ، حيث تكافح العديد من الدول والشركات والأفراد للبقاء واقفة على قدميها.

بالإضافة إلى ذلك، يؤدي تزايد عدم المساواة في الدخل والتوترات التجارية المستمرة بين القوى العالمية الكبرى إلى عدم الاستقرار في الاقتصاد العالمي. ونبه الرئيس توكاييف إلى أن هذه التحديات قد تبدو مروعة، إلا أنه يمكن اعتبارها أيضا فرصا للتعاون والتقدم العالميين، مضيفا إن كازاخستان تتمتع بتاريخ طويل في تعزيز العلاقات الدولية البناءة، حيث تعمل كجسر بين الشرق والغرب، معربا عن أمله من خلال منتدى أستانا الدولي، في بناء جسور جديدة والتغلب على التحديات الجماعية، ورسم طريق جديد للمضي قدما، دبلوماسيا واقتصاديا وسياسيا، والمساهمة في بناء عالم أكثر استقرارا وإنصافا وازدهارا للجميع.

وتعطي لغة الأرقام الخاصة بالاقتصاد الدولي مؤشرات تبرز أهمية منتدى أستانا الدولي، فعلى مدى الأعوام الثلاثة الماضية، شهد الاقتصاد العالمي صدمات كبيرة مثل حرب أوكرانيا وتفشي كوفيد- 19، بجانب التوترات الجيوسياسية الحالية في أوروبا التي تواصل التأثير بشكل خطير على الاقتصاد العالمي، ما يؤثر على روابط النقل والخدمات اللوجستية ويثير ارتفاع أسعار الطاقة والغذاء. كما أثرت الاضطرابات في سلاسل التوريد على معدلات التضخم، وزادت من انعدام الأمن الغذائي، وكان لها آثار سلبية أخرى على الاقتصاد العالمي.

كما سقط الملايين في براثن الفقر جراء الارتفاع الحاد في أسعار المواد الغذائية الأساسية، خاصة في البلدان الفقيرة التي تعتمد في غذائها على الاستيراد بشكل كبير، كما تأثرت الدول متوسطة الدخل أيضا، وتشير بيانات البنك الدولي إلى أن ارتفاع أسعار المواد الغذائية بنسبة واحد بالمئة فقط يدفع 10 ملايين شخص إلى الفقر المدقع، كما تشير توقعات الأمم المتحدة إلى أن 181 مليون شخص في 50 دولة سيقعون في أزمة غذائية في المستقبل القريب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى