
محمد عنانى
انتشر في بلاد المسلمين الكثير من الجامعات و المعاهد العلمية الدينية ، ومهمتها تخريج المشايخ ورجال الدين لنشر الدعوة من خلال الوعظ والإرشاد وتعليم عامة الناس الدين الإسلامى بكل ما يحمله من أحكام وثوابت لا تتغير بتغير الزمان والمكان ، ومع هذا الكم الكبير من الجامعات والمعاهد الدينية ، ومع هذا تنتشر الأبواق العلمانية بشكل سافر داخل مجتمعنا المسلم
والناظر إلى الشارع في بلادنا سيجد العلمانية منخرطة فى الحياة اليومية ويشاهدها عامة الناس في القنوات التليفزيونية وفي الجرائد والمحافل والمؤتمرات وكلمة علمانية هى بعض المفاهيم التى كونت فكرة لخلق اتجاه موازى للدين الإسلامى حيث ترفض العلمانية الدين الإسلامى شكلا وموضوعا نظرا لأن الدين الإسلامى عدو لهم وسوف نشرح هذا بالتفاصيل..
وبتحليل منطقي نجد الدكتور محمد الباز استاذ الاعلام بكلية الاعلام جامعة القاهرة والاعلامى الشهير “يتعمد الاصطدام من خلال أفكاره ببعض الثوابت الإسلامية , والبعض يصنفه على أنه إمتداد فكرى لفرج فودة ونصر حامد أبو زيد وسيد القمنى ونوال سعداوى وجمال البنا , ورغم أن هذا التصنيف غير صحيح تماما نظرا لأن المصنفين هم أصحاب أجندات والباز صاحب أفكار يطرحها ويبحث لها عن إجابة وسط أجواء دينية فضفاضة وسياسيات و أيدلوجيات أصبحت لا محل لها من الإعراب للمثقف قبل رجل الشارع .
وما يحمله عقل الباز هو نفسه ما يحمله عقل كل شاب جامعى انتهى من الماجستير والدكتورة ووجد نفسه مجرد مخزن من الأفكار المتراكمة ولا وجود لتفريغ حملة هذه الأفكار في الحياة اليومية السريعة جدا , اللهم إذا كان محاضرا يلقي بعضها في محاضرة وهنا عليه الأنتباه جيدا أن يطرح أى أفكار يتم تصنفها تحت أى سياسيات او عقائد .
والمعلوم عن الدكتور محمد الباز أنه أستاذ جامعى وكاتب كبير ومقدم برامج عمل رئيس تحرير لعدد كبير من الصحف الكبرى منها صوت الأمة وروز اليوسف والفجر والبوابة واليوم هو رئيس مجلس ادارة جريدة الدستور وجريدة الوطن .
له الكثير من الكتب والمقالات والبرامج التليفزيونيه ومع هذا نجده غير قادر على تفريغ حمولته الفكرية وعند أى محاولة لتفريغ أفكارة نجده يتراجع سريعا عن تفريغ شحنته الفكرية وبكل تأكيد أسباب التراجع معلومة لأن المجتمع رافض لفكرة البحث من الأساس وربما يعانى الكثير من العلماء نفس معاناة الدكتور محمد الباز , فمثلا ما حدث في احدى الجامعات عن أستاذ جامعى عاد من الخارج وهو يحمل مواد خام لبحث له في كلية الزراعة ووضع تلك المواد الخام في معمل وفرته الكلية له نظرا لارتفاع أسعار تلك المواد الخام وعند البدء في البحث وعمل المعادلات وجد ان عميد الكلية قام بالاستلاء على تلك المواد الخام بطرق خفية ودخول هذا الأستاذ الجامعى في العديد من التحقيقات المفتعله لإفشاله حتى لا يسبق أحد من أساتذه الكليه وعلى طريقة مسرحية ” المشاغبين ” والمشهد الذى سخر فيه الفنان حسن مصطفى من قيام مديرية التعليم بإرسال أستاذة حاصلة على الدكتوره لتعمل في مدرسة المشاغبين وكانت جملته الشهيرة ” مش عيب يابنتى الوزارة تجبلي مدرسه وحده معها دكتوره والناظر معاه إعدادية .
عرفت الدكتور محمد الباز عن قرب وأعرف أنه موسوعة تتحرك على الأرض يحمل الكثير من الأفكار التى تصارعه كى يفرغها ولكن أين المتلقي لتلك الأفكار .
هل لدينا متلاقي حقيقي لكم الأبحاث التى يختزلها عقل الباز وهل هناك متسع من الوقت كى نستمع ونتعلم ونرد الحوار بالحوار ونلقي عليه اللوم إذا لم يناقشنا في تلك الأفكار وسط مفاهيم غريبة تحوم حولنا تلك المفاهيم التى تتجه نحو اعلاء بنوك الحظ ونقدمها على بنوك المعرفة
مع تكرار المواقف اليومية للمسلمين تجاه مايسمعوه ويشهده من العلمانيين يوميا في القنوات ووسائل الإعلام المختلفة ، نجده لم يسلموا أدمغتهم للتنويرين او اللبرالين او من يتحدث بلغة العلمانى ؛ لأن المجتمع المسلم محصن بذاته وعبر السنين كانت هناك اتجاهات معادية للدين الإسلامى وكلها تسقط بالتقادم فلا مسلم يخطو خطوة ولا يأتي تصرفا ولا يقول قولا إلا بعد استفتاء المشايخ في المساجد او ارسال مايقف أمامهم من معوقات او دسائس الى دار الإفتاء ، والمواطن المسلم يسير وفق برنامج من الأوامر والنواهي التى تعلمها من القرأن الكريم لا من اسلام بحيرى ولا ابراهيم عيسي او الملحد سيد القمنى او غيرهم من أعضاء تنظيم ادهوك …
وأمام الرهاب المستمر من العلمانين الذين يفرضون حضوره طوال الوقت من خلال وسائل الاعلام التى أصبحت تحت صرفهم بالدولارات التى تصلهم من تنظيم ادهوك ، لشغل المسلم بالتوافه ويظنون أنهم على علم بالدروب والأنفاق والمعابر السرية لإصلاح حياة المسلم ومع هذا يرفض المجتمع المسلم التسليم للعلمانين وهنا اروى لكم قصة عن قيام أحد العلمانيين بجمع بعض من البسطاء ممن لا يعرفون القراءة والكتابة وجلس يكفرهم ويعلمهم العلمانية بوضع الدسائس والفتن ويشوه صورة اللإسلام أمامهم وأخذ يخطب فيهم لساعات طويله في محاضرة تتجاوز الساعات وعندما تعب وجلس يستريح قام أحد البسطاء يقول بصوت عالي ” وحدوووووه ” فردد الجميع خلفه لا إله إلا الله فانصرف وعرف انه لا محالة من تكفيرهم بعدما اعطهم المال واجلهم في مقر كبير له البريق من ضخامة ما صرف عليه وهو بيت للتكفير …
عقل الانسان المسلم لا يستسلم لأحد من العلمانيين ولا يترك المسلم عقله لغيره كى يقوم بالتفكير لهم نيابة عنه حتى لو اتخذ العلمانى سمت التنويرى المثقف ومهما كانت أمواله أو يونيفورم الذى فصله له أعضاء التنظيم الدولى لنشر الالحاد ادهوك كى يحق له أن يكون تنويرى وهو مغيبا بالدولارات التى جعلته يبيع دينه وهنا نقص عليكم النهاية التى كتبها الله على سيد القمنى الذى باع ضميره ودينه بمقابل ان يركب سيارة فارهة ويسكن في فيلا بها حمام سباحه وخدم وحشم وسار يشكك في الدين بشكل فاجر من خلال ما تم ارساله له من ادهوك ليخرج على القنوات ويتحدى الله عز وجل ويلقي بالدسائس في الثوابت الاسلامية …
وخلال رحلة طويله كانت بدايتها دولة الكويت عندما سافر للعمل بها مدرس لمادة الفلسفه عقب تخرجه من الكلية التى تحمل اسم نفس الماده وهناك وقع في المحظور بعد أن تقدم للنائب العام هناك بلاغا يتهم في سيدنا موسي عليه السلام بأنه سبب طرد اليهود من مصر وكان هذا كفيلا بطرده من الكويت ليعود الى مصر ويستخدم كل الحيل للظهور حتى وقع في يد تلك المنظمة التى عملت على تنظيفه من خلال استقطاب مدرسين لجميع فنون الحياه ليعلموه كيف يأكل او يشرب او يتكلم وكان هذا يحدث أمامى كنت اشاهدهم كيف يعلموه الحديث في التليفزيون وكيف يكون رده وكيف يكون وضع جلوسه ومع مرور الوقت والسنين أصبح يتعامل بكل سهوله ليذيد من تهكمه على الله عز وجل وعلى الرساله المبوية الشريفه وسخر حياته كلها في التشكيك في كتاب الله حتى شاهد بنفسه قدرة الله ع وجل فقد كف بصره واصيب بمرش السرطان وعند علمه بمرضه خلال حجزه في مستشفي قام يضرب بكل شيئ من حوله ويردد أنا سيد القمنى أنا مش اللي أموت وأخذ يضرب بجسده في الحائط وتم احراجه من المستشفي لما يقوم به من أفعال ضد تعليمات المستشفي وتم نقله الى منزله وهو مريض وضرير حتى مات دون علم أحد في الفيلا الكبير وانتشرت الروائح الخارجه من حسده بعد ان تعفن وتحلل وعند اكتشاف موته حرص أبنائه على عدم كشف جثته ولم يغسل ولم يقراء عليه القرأن وتم دفنه سرا ….
التصدى للعلمانية أمر لايقبل التهويل والا التقويل
هناك رواية إسلامية: تقول ان الحجر الأسود كان أبيض ولكنه اسود من مس الحيض في الجاهلية. أي أنه كان هناك طقس لدى الجاهليين تؤديه النساء في الحجر، وهو مس الحجر الأسود بدماء الحيض، ودماء الحيض بالذات؟!! وقد كان دم الحيض عند المرأة في اعتقاد الأقدمين هو سر الميلاد، فمن المرأة الدم، ومن الرجل المني، ومن الإله الروح… ” وقمت وبكل تغفيل لجمهورك ان هذا الكلام هو استناد للدكتور جواد على ” فى كتابه المفصل فى تاريخ العرب قبل الاسلام فهل قام احد من جمهورك بمرجعة الاستناد او حاول مجرد المحاولة والغريب ان منهم الكبار فى المجال التنويرى مثل صلاح عيسى وجابر عصفور فهل قام احد من الساده الاساتذة بمراجعة ما يستند اليه سيد القمنى المأكد لا ولكن نظرا للصداقة بينكم لم يبحث احد منهم ” ولكن انت تعى جيدا انك تضحك على جمهورك وتبيع لهم الوهم فى صورة كتب فانت يا قمنى تجيد النقل من امهات الكتب والنقل المقصود به ضرب ثوابت الاسلام وهنا ” اكشف لجمهورك كم هو مضحوك عليه ” فقد قمت بمراجعة كل استناد لك ووجدتك لا تستحق ان تمسك القلم واقول للجمهور ان الدكتور جواد على لم ولن يقل ما ادعاه القمنى ” الدكتور جواد على قال ان كلمة الحك ” هى لفظ فى عصره تعنى ” ح ك – تعنى القانون او ما كتن ضد الباطل “” هكذا قال الدكتور جواد على ولم يقل الاوهام التى يرددها العلمانين …
في حوارات المشتغلين بالدين وموظفيه، لا يجدون بأسا من إظهار بعض الاحترام لمنجز الحداثة وقوانين العلم والعقل مداورة والتفافا؛ لأنهم عندما يجدون أن الحوار غير مجد، مع رغبة الداعية في فرض فكر يتنافى مع العقل ومنطقه، فإنه فورا يلجأ للحديث والآيات ليرضخ المسلم بعد أن تحاور بالعقل وأشبع رغبته في الشغب الحميد، ليقبل بعد ذلك ما يرفضه عقله احتراما لآياته وأحاديثه القدسية. وقد ساعد التطور التقني والعلمي في وسائل الاتصال والإعلام في تطور الدول نحو مزيد من الارتقاء العلمي والحقوقي، بينما في بلادنا تمكن حلف الشيخ والسلطان من استثمار هذه الأدوات والتقنيات لمسح وعي المسلمين وإعادتهم إلى الوراء قرونا؛ لأن مثل تلك الأجهزة لا تملكها في بلادنا إلا الحكومة التي هي الدولة نفسها (!) ومن ثم أمكن لهذا الحلف بتلك التقنيات العالية من إنجاز أكبر عملية تدجين مجرمة تمت في التاريخ لشعب من الشعوب في أقصر فترة زمنية ممكنة، وأصبحت الزيادة في دين الله ملعبا مشيخيا، حتى أصبح الحجاب فريضة سادسة، وعادت اللحية مع الجلباب الباكستاني لينتمي الجميع إلى هناك وليس إلى هنا؛ فدخلت البداوة الوهابية العنيفة إلى بلاد هي بطبيعتها الزراعية كانت الأميل إلى السلم، لتسيطر على مختلف الأقطار من فاس إلى بغداني وعلى كل بلاد العرب أوطاني، ثم لتتجاوز الجغرافيا مسافرة في كافة مناطق العالم أينما يعيش مسلم لإثبات أن العرب الفاتحين وإن لم يعد لديهم في البلاد المفتوحة جيوش احتلال، فإن لهم ثقافة حولت كل المسلمين إلى غزاة فاتحين طول الوقت، ينتمون بالولاء إلى حيث جغرافيا الإسلام، إلى الحجاز الوهابي، ثقافتهم بالصحوة الإسلامية جاءت بفتح جديد وغزو غليظ، يفقد فيه المواطن حريته من دماغه، فيسافر شابا يافعا واعدا متهربا متخفيا بلدانا وبحارا وصحاري، لكي ينتحر عند باب مسجد أو حسينية أو في تشييع عزاء في العراق، معتقدا أنه حر مختار فيما اختار، وأنه على الحق الذي لا شائبة فيه، وأنه قدم حياته فداء لدينه وربه وأمته!
ومن المبادئ الاستبدادية الراسخة بطول التاريخ، أنه إذا أردت نشر شئون لا تقبل المناقشة فعليك بالإرهاب؛ لأن الإرهاب يذهب باللب والعقل فيصبح الإنسان مذعورا مرعوبا، لا يجد معروضا أمامه في سوق الفكرة سوى أهوال يوم القيامة، وعذاب القبر، والجن، والعفاريت، يحيطون به في كل مكان، ومع الهلع والبحث عن الأمان من هذا الخوف المقدس يصبح المسلم على استعداد لتسليم أي شيء مقابل الأمان حتى لو كانت إرادته أو روحه، وهنا يظهر له الشيخ اللطيف الوديع ليمنحه الأمن والطمأنينة، إنها ذات قصة فاوست؛ فالشيخ أو الشيطان سيحمل عنه كافة أوزاره ببعض الفتاوى، ويطمئنه أنه المسئول عنه أمام رب الجبروت، ويأخذ منه روحه، إرادته، وعقله أيضا ، مقابل المسبحة وكتاب الأدعية وسجادة الصلاة، وحزاما ناسفا إذا كان من المحظوظين المختارين، لجنة عرضها السماء والأرض.
لو كنا آمنين ولا يحيط بنا هذا الخوف المقدس الرهيب لفكرنا وناقشنا، وربما قاومنا، وهنا يخسر الشيخ نفوذه كله، لكنه بالإرهاب الدائم يرعبك ليشل تفكيرك، ويشير إليك: هذا هو المخرج الآمن، وستجد هناك كتب فتاوى ابن باز وابن عثيمين وابن قرضاوي وابن جمعة، ثم عليك أن توافق على كل شروطه التي يعرضها عليك مقابل الأمان، لتصبح تابعا صالحا تعلو درجاته بقدر ما يقدم من علامات الخضوع والطاعة والخنوع؛ فهو يؤكد للمؤمن الطائع الخانع أنه قد امتلك كامل حريته؛ لأنه تحول من عبد للعباد إلى عبد للإله، بينما هو في الحقيقة أصبح عبدا لأسوأ أنواع العبودية؛ للمشايخ أو للسلطان أو لهما معا! وهكذا أصبح مشهد المسلمين ومشايخهم وسلاطينهم، مشهدا بائسا زريا يزري بالعقل وبالشخصية الإنسانية، موقف هو منتهى الاستخفاف بآدمية الإنسان، وبعقله، وبكرامته، أصبح الشيخ يقوم بتلعيب المسلمين على كيفه: «نام نوم العازب» ينام فورا. «قل دعاء طلوع السلم» يقول. «اعجن عجين الفلاحة» يعجن. «اقرأ دعاء دخول الخلاء» يقرأ. «لا تركب زوجتك إلا بموافقة القرداتي، بكلمة سر الليل المعروفة بدعاء النكاح» يقرأ، ليثبت الشيخ حضوره في أخص أوقات المسلم، حاشرا نفسه بين الزوجين.
وترى المأساة مجسمة كاملة الإهانة، محزنة، جارحة مؤلمة، عندما تتابع أسئلة المسلمين لمشايخ الفضائيات، وكم هي تافهة إلى درجة تصيب بالدهش والحيرة مما وصل إليه العقل المسلم. ويبدو أن مشايخ الفضائيات يعمدون إلى إبراز تلك التساؤلات المزرية عمدا، لزيادة تحجيم العقل المسلم داخل أضيق الأطر الممكنة، التي تضيقها الفتاوى يوما بعد يوم. استفسارات الفضائيات تشير إلى مسلم سلبي جاهل، لا يعرف كيف يتخذ أبسط القرارات في خصوصياته البشرية، تمت برمجته ليعود إليهم في كل شأن، سلبوه إرادته بمزاجه وكسب هو ضمان ألا يضل؛ فهذا الجيش من المشايخ هم من سيختارون له ما هو مضمون الصحة وسليم النتائج، حتى ضمر العقل المسلم ودخل في غيبوبة الاحتضار، في حالة موت سريري طويلة. •••