أخبار السلايدرمقالات

احمد فوزى يكتب -المشاريع الثقافية

لا يمكن بأي حال محاولة إعداد أي مشروع ثقافي دون الاستعانة بالمثقف ولا يوجد مصطلح مثير للجدال كمصطلح المثقف فلا ثقافة دون وجود مثقفين ولا مثقفون من دون تطور مشروع ثقافي هدفه صناعة الوعي وإثارة المهمل من الأسئلة فمن هو المثقف؟ هل هو الشخص الذي ينظر إلى نفسه على أنه ينتمي إلى طبقة متميزة تعلو على باقي الطبقات ويظن أنه وحده من يمتلك حق تحديد مصائر العامة وتدبير شئونهم؟ ولا يمانع إذا اضطرته الأوضاع أن يفرض وصايته على المجتمع من خلال ممارسة نوع من الاستبداد المستنير؟ والأكثر من ذلك هل هو الذي يمتلك قدرا من ازدراء الفئات والاستعلاء عليها إلى درجة تمكنه من التصريح بعدم أهلية تلك الفئات للمشاركة في تحديد شئون حياتهم ؟ أم أنه الشخص الذي لا يشبه العامة في شيء وفي بعض الأحيان قد يتعالى عليهم بفلسفات محيرة كي يثبت تفوقه وسمو مكانته؟ أم أنه الذي ينظر لنفسه علي انه المنقذ الأول لمجتمعه من السقوط في براثن الجهل والتخلف والمدافع الأول عنه أمام السلطة السياسية؟ إعداد المشروع الثقافي في حاجة إلى المثقف الذي يسعى إلى ترسيخ القيم والمعايير التي يحكم بموجبها أفراد المجتمع على ما يدور حولهم انطلاقا من رؤى عقلانية والمثقف الذي نقصد هو أداة للوعي العارف المطلع و المتعلم الخبير الوصي على مجتمعه دون تعال و الممثل له امام اي استبداد فهو الذي يدرك الحقوق ويعرف من أين تؤتى وليس المقصد به هنا ما يحمله من شهادات اكاديمية أو قراءته لعدد لا يحصى من الكتب أو حتى تأليفه لعدد من الكتب التخصصية فكما اسفلنا إن غاية اي مشروع ثقافي هو النفع العام وصالح المجتمع وليس صالح المثقفين وحدهم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى