«ساندرا ميشيل» سائحة إنجليزية ذات أصول أمريكية، كانت في زيارة لأسوان ضمن فوج سياحي على باخرة سياحية لزيارة معبد إدفو في أسوان، استقلت حنطور خلال جولتها السياحية وعادت إلى باخرتها السياحية لتكتشف فقدان متعلقات ثمينة ليعثر عليها سائق حنطور ويعيدها إليها رافضا الحصول على أي مكافئة نظير أمانته لتقرر العودة مرة أخرى إلى مصر وتزروه وتقدم له الشكر.
الحكاية يرويها المرشد السياحي «وليد عدنان» الذي كان مرافقا الفوج السياحي خلال زيارة أسوان، عندما وجد صاحب حنطور بمدينة ادفو محافظة أسوان حقيبة كتف ( كروس) بها مبلغ مالي يقدر ب 2500 دولار وهاتف ايفون حديث الصنع يقدر بحوالي 80 الف جنيه واسورة ذهبية ذات قيمة أكدت صاحبتها بأنها هدية من والدها قبل وفاته ولا تقدر بثمن.
ويضيف: عندما انتهت السائحة من زيارة معبدادفو فوجئت بفقدان حقيبتها ومن ثم تم التواصل مع سائق الحنطور أبوالحسن عبدالظاهر ٤٣ سنة ،وشهرته الريس«ابو حجر»، كونه من قام بحجز الحناطير والذي قام بالبحث عن الحقيبة وإذا به يجدها في مكانها داخل عربة الحنطور، وبالفعل قبل أن يتغير الوضع بالنسبة للزائرة واصدقائها إلى رحلة كئيبة أخطرنا الريس ابوحجر، بأنه وجد الحقيبة وعثرنا بها على كل ماتم ذكره من أوصاف دولارات، هاتف ايفون، أسورة ذهبية، واذا بالجميع يصفق لصاحب الحنطور والريس ابوحجر واستغرب الجميع لرفضه استلام مكافأة قدرها «١٠٠٠ دولار» وبالرغم من الظروف الحالية التي يعاني منها الجميع من ارتفاع الأسعار وان ما ذكر من مفقودات ربما ليس بقليل لتحقيق غاية لكن الأمانة منعته من ذلك.
وتابع: السائحة كانت سعيدة جدا بالأسورة كثيرا أكثر من الفون والمال لانه الهدية الأخيرة من والدها ولكن استغرابهم للأمر برفض الهدية ووعدت بأن تعرض ذلك الموقف الأمين لكل الصحف الإنجليزية كونها سيدة اعمال ووعدت بزيارة مرة أخرى خصيصا لملاقاة «ابوحجر» وبالفعل اوفت الوعد وحضرت ووعدت مستقبلا بإنشاء مشروع سياحي يديره الريس ابوحجر- ‘«الأمين»’ على حد تعبيرها-والذي أكدت بأنها لم تشاهد أمانة في حياتها كما شاهدته من الريس «ابو حجر» ولم تستأمن يوما أحدا غيره لشراكتها في إدارة مشروع لها قريبا بمطلع العام القادم في ادفو بأسوان، مضيفًا أن جريدة إنجليزية كتبت عن الموقف قائلة: «إن كنت تبحث عن أمانة انسان اذهب إلى مصر وقم بزيارة أهل أسوان».
وأضاف: سعادة السائحة الأكبر كانت في عودة الأسورة لأنها كما ذكرت أهداها لها والدها قبل وفاته وأنها تري والدها الذي توفي في هذه الأسورة وأن لديها جزء من والدها بداخلها لانه تبرع لها بكليته وأن فقدان الأسورة بمثابة فقدان لروحها.
«أبوحجر» والذي لديه 3 بنات وولدين، قال، أن السائحة عادت خصيصا لتقديم الشكر في أقل من شهر، بعد دهشتها من عودة حقيبتها بكافة محتوياتها وتعجبت لعدم فتح الحقيبة لمعرفة محتوياتها إلا عندما تسلمتها والتي تبين انها تضم اسورة تعتز بها لان والدها أهداها لها قبل وفاته وتوجهت إليها في مكان أقامتها بالباخرة التي كانت عليها وتم تسليمها الأمانة وعرضت على تقديم مكافأة مالية لكني رفضت لأنها أمانة وأهل أسوان معروفين لدي السائحين بامانتهم وطيبة اخلاقهم، ووعدت بالعودة مرة أخرى واوفت بوعدها وعادت بالفعل وفور رؤيتي احتضنتني بكل سعادة وترحاب والتقطت الصور معي.