أخبار السلايدرأخبار العالماخبار مصرتحقيقات وحوارات

السفير حسين هريدي: مصر تكافح مخطط “الشرق الأوسط الجديد” دون حليف استراتيجي.. وأحداث غزة خطة ليست وليدة اليوم


كتب نوفل البرادعي
استضافت لجنة الشؤون العربية بنقابة الصحفيين برئاسة الكاتب الصحفي حسين الزناتي وكيل نقابة الصحفيين ورئيس تحرير مجلة علاء الدين السفير حسين هريدي مساعد وزير الخارجية الاسبق في لقاء اتسم بالحيوية والصراحة وتحليل وشرح واف لمجمل الاحداث الجارية في المنطقة واشتعال الحدود الشرقية مع غزة.
وقال السفير هريدي الحقيقة ان هناك محاولات مستمرة بدأت مبكرا جدا من جانب الولايات المتحدة الأمريكية ضد مصر لتقزيم دورها وحصرها داخل حدودها الجغرافية فقط، وانه في عام 2003 شهد العدوان الامريكي علي العراق لتحطيم الجبهة الشرقية وعزلها عن الجبهة الغربية للعالم العربي، وبعدها تم فرض عقوبات علي سوريا وتعمل أمريكا علي استدامة الريادة المطلقة لإسرائيل وإعادة تشكيل المنطقة بشكل كامل لإتاحة الفرصة.


واضاف هريدي ان الدور المصري في الشرق الأوسط لم يتغير، خاصة محورية القضية الفلسطينية بالنسبة لمصر رغم أن ما يحدث في غزة خطة لم تكن وليدة اليوم، وان انهاء الصراع العربي الإسرائيلي من جانب الدول الغربية، وهي غير جادة فيها لتأييدها المطلق لإسرائيل ومصر تحاول جاهدة إنهاء الصراع بحل الدولتين وهو في الحقيقة غير قابل للتحقيق الآن.


واضاف هريدي ان ما يحدث في غزة هو مرتبط بمرحلة تنفيذ المشروع الصهيوني الذي وضعته إسرائيل وهو ان حدودها من البحر المتوسط إلى نهر الأردن، وهي الخطة التي يعمل نيتنياهو علي تنفيذها الان وهي التي ستعمل أمريكا علي فرضها علي الدول العربية، وللأسف جزءا كبيرا من الضفة الغربية المحتلة سيضم إلى إسرائيل، واسرائيل هي من سمح لحماس بإحداث خلاف لضرب وحدة الصف الفلسطيني من الداخل .
وكشف السفير هريدي عن أن إسرائيل مصممة علي أن يكون لها تواجد في منطقة رفح، وهو ما ترفضه مصر، ومصر اليوم تقف بمفردها ضد العدوان الإسرائيلي دون ان يكون لها حليف إستراتيجي، والان مصر كل حدودها مشتعلة في جميع المحاور الاستراتيجة الأربع، حتي جنوب البحر الأحمر، وهو ما يجعل الامن القومي في خطورة الآن.


وأشار إلى أن مصر تعمل اليوم علي الحفاظ علي امنها القومي ليس فقط تأمين حدودها الجغرافية الاربع بل أن حدودها الاستراتيجية يجب تأمينها خاصة وان حدود امننا القومي يمتد الي بلاد الشام والي اقصي الغرب الليبي وجنوبا الي منابع النيل.
واضاف هريدي ان مصر عندما تتحرك يهتز الشرق بأكمله، وللاسف ما يحدث مع مصر هو محاولات غربية لتحييد مصر داخل حدودها وان المشروع الجديد للشرق الاوسط هو أن تظل مصر متموضعة ومحصورة داخل حدودها، علي الرغم من ان ما يحدث في هذه المناطق يمثل تهديدا مباشرا لأمننا القومي والذي يحدث يتطلب اقصي درجات من الوعي بالامن القومي للبلاد ويتطلب ذلك وعيا من كافة طوائف الشعب بابعاد الحقيقة الاستراتيجة لما يدور في قطاع غزة خاصة وان ملامح التسوية في قطاع غزة هي احد بنود صفقة القرن المنسوبة للرئيس الامريكي السابق ترامب وادارة الرئيس بايدن لم تلغ اي قرار لصفقة القرن حتي الآن، باستثناء قرار وزير خارجية ترامب بومبو والذي اعترف بشرعية المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة.


ونبه هريدي الي ان الرأي العام قد تم اختراقه من خلال شبكات التواصل الاجتماعي وبعض وسائل الإعلام في تزييف الحقائق والتاريخ ودفع الرأي العام المصري إلى قبول مخطط الشرق الأوسط الجديد، مضيفا ان مصر لا تستطيع ولا يمكنها ان تتنفس داخل حدودها فقط ولها حدود استراتيجية وحدود جغرافية.
وحذر هربدي من خطورة الطابور الخامس في مصر وله أذرع مالية واقتصادية ووسائل إعلام تتحدث بأسمها في مواجهة الرأي العام المصري، وهو عامل هام جدا يجب ان نضعه في الاعتبار .


وشدد هريدي علي ان مصر تعمل بكل طاقتها لدعم القضية الفلسطينية منذ عام 1948 وحتي اليوم في إقامة مخيمات داخل قطاع غزة وكميات غير محدودة من المساعدات الإنسانية إلى غزة ونعتبر ان غزة جزءا من أمن مصر القومي واهتمام مصر بالقضية الفلسطينية ليس فقط لأنها قضية العرب والمسلمين المركزية فحسب، بل لأنها قضية أمننا القومي الأشمل والأعم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى