رئيس “سبايكا” بهاء قاسم: الرصد والتحليل الإعلامي ركيزة أساسية في اتخاذ القرارات الصحيحة.. وكفاءة “الاستماع” باللغة العربية هي مفتاح النجاح بالمنطقة
الرياض –
قال بهاء قاسم الزيود الرئيس التنفيذي لشركة سبايكا أكبر مزود لخدمات الرصد والتحليل الإعلامي في المنطقة إن الرصد الإعلامي وتحليل البيانات هما جزء رئيسي من عمليات إدارة السمعة واتخاذ القرارات الاتصالية الصحيحة لدى الشركات والمؤسسات والهيئات الحكومية.
وأشار الزيود إلى أن تحليل البيانات القائم على الاستماع والرصد لوسائل الاعلام ولنشاطات المنافسين يسهم في التمكين من بناء رسائل فعالة تعزز الثقة بين العلامات التجارية وجمهورها وشبكة أصحاب المصلحة، مؤكداً أهمية أن تكون أداوت الرصد قادرة على التعامل بشكل دقيق مع اللغة العربية التي تعد لغة المنطقة وسكانها، وموضحاً أن الكثير من العملاء من شركات وهيئات فقدوا ثقتهم في أداوت وشركات الرصد بسبب ضعفها في تغطية النتائج باللغة العربية، حيث تستخدم معظمها أدوات مصممة خصيصا للغة الإنجليزية، ولا تتوافق مع العربية.
وقال أن تطور عملية الرصد الإعلامي فتح الباب أمام استخدام الأدوات البرمجية والذكاء الاصطناعي لإنجاز العديد من المهام، التي تشمل التدقيق في كل ما تنشره وسائل الإعلام وشبكات التواصل عن الملفات والأنشطة المعنية، وقياس توجهات المواد الإعلامية، وما يطرأ عليها من تغير سواء في المصادر أو حجم النشر أو القيمة المهنية، وما يتبع ذلك من آثار. ويأتي بعد ذلك التحليل اليومي للقضايا الإعلامية، وتحديد مكامن القوة والأخطار حتى يتم استباق أي أزمات محتملة، وتوفير معلومات موضوعية وتوصيات قيمة تساعد الإدارة على اتحاذ القرارات وإعداد الخطط الاستراتيجية، وتعزيز إيجابية الصورة الذهنية.
وأوضح الزيود أن استخدام الأدوات البرمجية والذكاء الاصطناعي يكتسب أهمية خاصة في رصد وسائل التواصل الاجتماعي والتدفق الهائل لما ينشر عليها بما يساعد الشركات على قياس ردود فعل الجمهور وتحليلها ومراقبة تدفقات التعليقات والإشارات والموضوعات والرسائل الأخرى. وأشار إلى أن استخدام الأدوات التقنية المتقدمة في رصد مضمون منصات التوصل الاجتماعي يمكن أن يساعد في التغلب على الفوضى التي يمكن أن تكون عليها منشورات هذه المنصات من حيث الكم أو استخدام لغات ومصطلحات متفاوتة ولا تخلو من أخطاء الكتابة في كثير من الأحيان.
وأشار إلى الدور المتزايد للذكاء الاصطناعي والحلول التقنية في التعامل مع العديد من التحديات التي تواجه عمليات الرصد الإعلامي، ومنها الحمل الزائد للمعلومات عبر الانترنت، حيث يجب على الشركات وضع أهداف واضحة لجهودها في الرصد الإعلامي والتركيز على وسائل الإعلام الأكثر صلة بأعمالها أو أهدافها، ويمكن أيضًا أن يساعد تحديد أولويات المعلومات المهمة من خلال تقنيات التصفية والتنظيم.
وقال إن ضيق الوقت ونقص الموارد يمثل تحديًا آخر تواجهه الشركات في عملية الرصد الإعلامي. وهنا يمكن استخدام الحلول الآلية لتسريع العملية وتحديد أولويات جهود الرصد الإعلامي للتركيز على المنصات وفئات المحتوى الأكثر أهمية.
وأضاف أن الرصد الإعلامي بعدة لغات أمر بالغ الأهمية بالنسبة للشركات التي لديها قاعدة عملاء عالمية أو تعمل في العديد من البلدان. ومع ذلك، يمكن أن تشكل الصعوبات اللغوية عائقًا كبيرًا أمام اتمام عملية الرصد الإعلامي بنجاح. للتغلب على هذه المشكلة، يمكن للشركات استخدام تقنيات متخصصة للرصد الإعلامي المتعدد اللغات أو التعاون مع اللغويين للمساعدة في مراقبة المواد الإعلامية وتحليلها.
ودعا الزيود الشركات العاملة في هذا المجال إلى ضرورة الاهتمام باللغة العربية واستخدامها في عرض نتائج أعمالها بالنظر إلى أن اللغة العربية أصبحت بشكل متزايد لغة رئيسية في مجال العلاقات العامة والاتصال مع تزايد فرص الأعمال في المنطقة العربية والحاجة إلى التواصل مع سكان المنطقة بلغتهم، لضمان إيصال الرسالة بشكل سليم وواضح، وتسهيل إقامة علاقات مع العملاء، واظهار مراعاة الجوانب الثقافية. وأشار إلى أن استخدام اللغة العربية في عرض نتائج الأعمال في مجال الرصد الإعلامي يساعد أيضاً في نقل المعلومات بصورة دقيقة وبناء الثقة مع العملاء في المنطقة.
وأكد الزيود أن الرصد الإعلامي يمكن أن يكون مصدر قوة للشركات والمؤسسات، إلا أنها عملية لا تخلو من التحديات، وهو ما يفتح الباب أمام الاستخدام المتزايد للذكاء الاصطناعي والأدوات التقنية للتغلب على هذه العقبات.