97 في المئة من التنفيذيين في السعودية يقولون إن شركاتهم تكيفت مع انقطاعات الجائحة ودخلت بوضع اعتيادي جديد، مقارنة بـ86 في المئة عالمياً
متابعة – محمد الفقي
كشف تقرير جديد أعدّته شركة أكسنتشر (المدرجة في بورصة نيويورك تحت رمز ACN) أن “ميتافيرس كونتينيوم”، وهو مجموعة من العوالم والوقائع ونماذج الأعمال المحسنة رقميًا، يسهم في إعادة تشكيل طريقة عمل العالم وتفاعله. ووفقًا لتقرير رؤية أكسنتشر التكنولوجية 2022 تحت عنوان Meet Me in the Metaverse: The Continuum of Technology and Experience Reshaping Business، تتسابق الشركات نحو مستقبل مختلف تمامًا عن ذلك الذي صُممت للعمل فيه، إذ أن تقنيات مثل الواقع الممتد والبلوك تشين والتوائم الرقمية وحوسبة الحافة تجتمع لإعادة تشكيل التجارب البشرية.
ولمساعدة الشركات على الاستفادة من هذه الفرصة، أطلقت أكسنتشر مجموعة أعمالAccenture Metaverse Continuum التي سيقودها بول دوجيرتي، الرئيس التنفيذي بالمجموعة- للتكنولوجيا، وكبير مسؤولي التكنولوجيا في “أكسنتشر”، وديفيد دروغا، الرئيس التنفيذي ورئيس مجلس الإدارة للخدمات الإبداعية في “أكسنتشر إنتراكتيف”.
وبهذه المناسبة، قال بول دوجيرتي: “تتكشف آفاق الجيل القادم من الإنترنت بشكل متزايد، ومن شأن ذلك أن يولد موجة جديدة من التحول الرقمي بحيث تكون أكبر بكثير مما رأيناه حتى الآن، إذ ستغير طريقة عيشنا وعملنا. إن رؤيتنا القائمة على أن الميتافيرس هو سلسلة متواصلة تضاهي الرؤى السائدة وتؤكد على ضرورة قيام المؤسسات بالتحرك الآن كي لا تجد نفسها تعمل في عوالم صممها آخرون”.
وفي إطار التقرير، استبينت أكسنتشر آراء أكثر من 4600 من قادة الشركات والقطاع التكنولوجي في 23 قطاعاً ضمن 35 دولة منها السعودية. وفي هذه المرحلة المبكرة، قال 71 في المئة من الشخصيات التنفيذية إنهم يؤمنون بأن الميتافيرس سيكون له أثر إيجابي على مؤسساتهم، في حين قال 42 في المئة منهم إن الميتافيرس سيكون فتحاً تقنياً أو تقنية تحولية.
ووفقاً للتقرير نفسه، قال 86 في المئة من القادة المستبينة آراؤهم إن شركاتهم تكيفت مع انقطاعات الجائحة ودخلت في وضع اعتيادي جديد. ووصلت هذه النسبة في السعودية إلى 97 في المئة . كما قال 97 في المئة من التنفيذيين في السعودية (يقابلها 98 في المئة عالمياً) إنهم يؤمنون بأن التطورات التقنية المستمرة أصبحت أكثر موثوقية في مساعدتهم على وضع استراتيجيات شركاتهم على المدى البعيد.
بدوره، قال ديفيد دروغا: “تُعرف أكسنتشر بأنها شركة رائدة في تبني قدرات الميتافيرس بشكل مبكر، حيث قدمت 600 براءة اختراع وتمتلك أكثر من عقد من الخبرة في هذا المجال. ومن شأن مجموعة أعمالنا الجديدة أن تجمع هذه القدرات مع مكامن القوة الإبداعية لدى “أكسنتشر إنتراكتيف”، حيث يعمل فريق من المبتكرين والمبدعين على تطبيقات جديدة في بيئة الميتافيرس اللامركزية”.
وتدير أكسنتشر كذلك عالم الميتافيرس الخاص بها والذي يطلق عليه اسم the Nth floor، حيث يشارك موظفو الشركة في جلسات التوجيه للموظفين الجدد وجلسات التعلم التفاعلي الغامر أو للتعرف على الزملاء وتعزيز العلاقات الاجتماعية بين فرق العمل. وتتوقع الشركة في هذا العام المالي أن يعمل 150 ألف موظف جديد أو أكثر في عالم الميتافيرس بدءاً من يومهم الأول.
وعن ذلك قال دوجيرتي: “في ظل تلاشي الحواجز والفروقات تدريجياً بين حياة الناس الواقعية وحياتهم في العالم الرقمي، يتعين على المؤسسات الآن أن تستغل فرصة إنشاء ميتافيرس يتحلى بالمسؤولية وأن تعالج قضايا مثل الثقة والاستدامة والسلامة الشخصية والخصوصية، والاستخدام المسؤول، والتنوع، وغيرها. لذا فإن الخطوات والخيارات التي تتخذها المؤسسات الآن ستمهد الطريق لما سيحدث في المستقبل”.
ويحدد تقرير “الرؤية التكنولوجية 2022” أربعة توجهات رئيسية يتعين على الشركات التعامل معها:
• “ويب مي” تعزيز واقعية الميتافيرس- وُضعت استراتيجيات الشركات لكي تتلاءم مع شبكة الإنترنت الحالية التي تفتقر فيها منصات العالم الرقمي إلى التشغيل البيني وإمكانية نقل البيانات. لكن الميتافيرس والويب 3 سيغيران من شكل الإنترنت، فعوضاً عن كونها مجموعة متفرقة من المواقع والتطبيقات، سيولد الميتافيرس بيئة ثلاثية الأبعاد يكون فيها الانتقال من مكان إلى آخر في غاية البساطة مثل التحرك من غرفة إلى أخرى. ويعتقد 99 في المئة من التنفيذيين في السعودية، مقارنة بـ95 في المئة عالمياً، أن منصات المستقبل الرقمية بحاجة إلى توفير تجارب موحدة تمكّن التشغيل البيني لبيانات العملاء ضمن منصات ومساحات مختلفة
• عالم قابل للبرمجة، كوكبنا المخصص- في ظل تقدم التقنيات الناشئة مثل شبكات الجيل الخامس والحوسبة المحيطة والواقع المعزز والمواد الذكية، ستصبح البيئات الرقمية جزءاً لا يتجزأ من نسيج عالمنا الواقعي. كما ستغير هذه البيئات من طريقة تفاعل الناس مع العوالم وستعيد تشكيل كل مكوناتها، ومدى شعور الناس وتفاعلهم، ومدى التحكم الذي يتمتعون به في هذه البيئات. وقد اتفق 92٪ من التنفيذيين، مقارنة بـ86٪ من التنفيذيين في السعودية، على أن المؤسسات الرائدة ستدفع حدود العالم الافتراضي لجعله أكثر واقعية، ما يزيد الحاجة إلى التنقل السلس بين العالمين الرقمي والمادي.
• تحويل المصطنع إلى أصيل (تأصيل المصطنع) – تلقى الشركات والبيئات دعماً متزايداً من البيانات المولدة بتقنيات الذكاء الاصطناعي التي تعكس عالمنا المادي بشكل مقنع. وقد أصبحت تقنيات الذكاء الاصطناعي ضمن أهم أولويات الشركات بشكل أكبر من أي وقت مضى، خاصة مع ابتعاد الشركات والمستهلكين في الوقت نفسه عن التفريق بين الحقيقي والمزيف، والتفكير عوضاً عن ذلك بالتجارب الأصيلة، ليس فقط من ناحية محتوى الشركة وخوارزمياتها، بل فيما يتعلق بعلامتها التجارية بأكملها. ونظراً إلى أن العالم الافتراضي سيصبح أمراً واقعاً، فقد حان الوقت لكي يعزز قادة الأعمال من استعداد شركاتهم. وقد قال 96 في المئة من التنفيذيين عالمياً، و99 في المئة من التنفيذيين في السعودية، إن شركاتهم ملتزمة بتعزيز أصالة بياناتها والاستخدام الحقيقي للذكاء الاصطناعي.
• حوسبة المستحيل: آلات واحتمالات جديدة: إن بروز جيل جديد من الآلات يمكّن الشركات في عدة قطاعات من استكشاف آفاق قدرات الحواسيب. وإن أدوات مثل الحوسبة الكمية والحوسبة المستوحاة من المواد الحيوية تتيح للشركات حل المشاكل المكلفة أو المستحيلة على الحوسبة التقليدية. ونظراً إلى أن التحديات الكبرى تتحول إلى عمليات بسيطة بشكل متزايد، فإن طريقة تنافس الشركات وتزويدها للقيمة وشراكتها مع الآخرين ستتغير بشكل جذري. وقد اتفق 94 في المئة من التنفيذيين عالمياً، و91 في المئة من التنفيذيين في السعودية، أن نجاح مؤسساتهم على المدى البعيد سيعتمد على استخدام حوسبة الجيل التالي في حل المشاكل التي تبدو مستعصية والتي لا يمكن معالجتها بالحوسبة الكلاسيكية.
تتعامل الشركات ذات الرؤية المستقبلية مع حالة اللايقين في أسواق اليوم وتبدأ في الوقت نفسه بالمنافسة في عالم الميتافيرس. فمثلاً، تتعاون شركة “مارس” مع مايكروسوفت وأكسنتشر لاعتماد ما يسمى بـ”التوائم الرقمية”، وهي من العناصر الأساسية للميتافيرس، بهدف تقليل الهدر وزيادة السرعة والقدرات وتعزيز قدرة الموظفين على اتخاذ قرارات فورية ضمن سلسلة التوريد الخاصة بها. وتعمل “مارس” حالياً على توسعة هذا المفهوم ليشمل تطوير المنتجات من خلال المحاكاة الرقمية، آخذة بعين الاعتبار عوامل متغيرة مثل المناخ والانقطاعات، للحفاظ على رؤية متكاملة تشمل نقطة الأصل وصولاً إلى مكان الاستهلاك.
وقد طبقت أكسنتشر طوال 22 عاماً رؤية منهجية لتحديد التوجهات التقنية التي من شأنها أن تؤثر على عمل الشركات والقطاعات. المزيد من المعلومات حول تقرير هذا العام عبر www.accenture.com/technologyvision أو يمكن متابعة الحوارات عبر تويتر على الهاشتاج #TechVision.
حول المنهجية:
تضمنت عملية البحث بالنسبة لتقرير عام 2022 جمع مدخلات من المجلس الاستشاري الخارجي للرؤية التكنولوجية، وهو مجموعة تضم أكثر من عشرين خبيراً من القطاعين العام والخاص والأوساط الأكاديمية وشركات رأس المال المغامر وشركات ريادة الأعمال. كما أجرى فريق الرؤية التكنولوجية مقابلات مع شخصيات بارزة في مجال التكنولوجيا وخبراء القطاع بالإضافة إلى العديد من قادة الأعمال في أكسنتشر. وأجرت “أكسنتشر للأبحاث” كذلك استبياناً عالمياً شمل 24000 مستهلك و4650 من الرؤساء والمديرين التنفيذيين في 35 دولة و23 قطاعاً.