متابعة – محمد الفقي
أكد أزرول شاه محمد، الرئيس التنفيذي لهيئة السياحة في ولاية سيلانجور الماليزية أن اختيار دبي وتحديداً توقيت إكسبو دبي 2020، حقق نتائج رائدة خلال الشهور الماضية، حيث شاركت ولايته مرتين متتاليتين في فعاليات الجناح الماليزي، معرباً عن آمال عريضة للانفتاح السياحي على بلاده من المنطقة العربية وخاصة الإمارات والسعودية، فيما استعدت ماليزيا لاستقبال زوارها من الأجانب في الأول من أبريل المقبل، وذلك بعد أن تسبب وباء كورونا في توقف طويل في صناعة السياحة.
وأشار رئيس الوزراء السابق محي الدين ياسين، الذي يرأس المجلس المكلف بقيادة برنامج التعافي الاقتصادي في البلاد، إلى أن صناعة السياحة تتعافى ببطء شديد بدون الأجانب. إلى هذا الحد، أشارت الحكومة الماليزية إلى أن مشغلي السياحة مستعدون تقريبًا لاستئناف العمل بعد ما يقرب من عامين من الإغلاق.
ويقول خبراء اقتصاديون في ماليزيا بأن إعادة فتح ماليزيا خطوة مهمة لإعادة بناء اقتصاد البلاد، حيث يعتمد ما يقرب من 10٪ من الناتج المحلي الإجمالي على السياحة، حيث تستعد العديد من الشركات، بما في ذلك الفنادق والمطاعم والمقاهي ومناطق الجذب السياحي بالفعل للترحيب بالزوار مرة أخرى وبدء تعافيهم.
وأوضح أزرول شاه محمد أن ماليزيا تشهد زيادة في عدد الزوار من الدول العربية بنسبة 22%، وكان أكبر المنفقين من السعودية تليها الإمارات، حيث زار حوالي 33 ألف زائر من الدول العربية ماليزيا قبل جائحة «كوفيد 19»، بزيادة قدرها 22% عن العام السابق، وبلغ إجمالي إنفاق الزائرين العرب 3.8 مليارات رينغيت ماليزي بما يعادل 916 مليون دولار، ويأتي أكبر المنفقين من المملكة العربية السعودية، تليها الإمارات، ثم سلطنة عمان، وإيران، والكويت.
وأضاف المسؤول الماليزي بأن ولاية سيلانجور استقبلت 177000 سائح من الشرق الأوسط في عام 2019، بزيادة قدرها 12% عن العام السابق، فيما انخفض الرقم بنسبة 69.9% في عام 2020 بسبب تأثيرات وباء، حيث وصل الولاية ما يقرب من 68 ألف سائح فقط، موضحاً أن هيئة السياحة في سيلانجور تهدف إلى تعزيز مكانة الولاية سياحياً وترسيخ قدرتها وإمكانياتها على الساحة الدولية من خلال إكسبو دبي 2020، مؤكداً أهمية السياح العرب من منطقة الشرق الأوسط في رفد صناعة السياحة في سيلانجور، وقال: هذا ليس الآن، بل عبر السنوات الطويلة الماضية.
تبعات الجائحة
وأوضح: «حققت صناعة السياحة في ماليزيا 240.2 مليار رينجت ماليزي بما يعادل 59.1 مليار دولار، وتبلغ 15.9% من الناتج المحلي الإجمالي ويعمل فيها 3.6 ملايين عامل في عام 2019، لافتاً إلى أنه في ظل آثار جائحة فيروس كورونا فقد القطاع ما يقدر بأكثر من 100 مليار رينجت بما يعادل 24.6 مليار دولار، مشيراً إلى أن خطة العمل الاقتصادية الوطنية للبلاد تقدر بأن ماليزيا ستحتاج إلى أربع سنوات على الأقل لإنعاش صناعة السياحة فيها».
وأكد شاه محمد الجاهزية والاستعداد الكامل لإمكانيات ولاية سيلانجور لاستقبال سياح الإمارات والمنطقة العربية، بعد عامين من الإغلاق، في إطار مكافحة فيروس كورونا، مشيراً إلى أهمية السائح الإماراتي في تعزيز سياحة سيلانجور المتنوعة.
وأوضح شاه محمد بأن سيلانجور تعتبر وجهة مثالية للتجارب الحضرية، فضلاً عن البحث عن الهدوء وصفاء الطبيعة، وتميل اتجاهات السفر من قبل سياح وزوار الشرق الأوسط إلى سيلانجور نحو السياحة البيئية، والسياحة الثقافية والروحية، والسياحة الإبداعية والسينمائية، وأنشطة إكستريم أدفنتشر سبورت، وتشمل بعض الوجهات السياحية الشهيرة.
وذكر أن هيئة السياحة في سيلانجور تعتبر ذراعاً سياحية حكومية تم إنشاؤها لزيادة عدد السياح المحليين والدوليين إلى سيلانجور من خلال تعزيز وتطوير جمال الولاية المعروف وغير المكتشف. ويتم اتخاذ العديد من المبادرات لتحقيق ذلك مثل تنظيم الحملات والفعاليات المحلية والدولية والبعثات التجارية للسياحة الخارجية والعروض الترويجية المحلية وغيرها الكثير.
وأضاف أن ماليزيا تقوم حالياً بإنشاء مناطق استثمار سياحي خاص للمشاريع السياحية لتعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص وجذب المزيد من الاستثمارات المحلية والدولية، والهدف هو جعل ماليزيا وجهة السياحة البيئية في العالم على رأس قائمة أولويات السياح.
ولفت إلى أن قيمة المبادرات السياحية بلغت 1.6 مليار رينجت لدفع الانتعاش الاقتصادي في قطاع السياحة، الذي تضرر بشدة من الوباء.